الإمارات ترد عبر صحيفة البيان على اتهامات التلفزيون الجزائري

خرجت الإمارات العربية المتحدة عن صمتها تجاه التصريحات التي أطلقها التلفزيون العمومي الجزائري، واختارت الرد عبر افتتاحية نشرتها صحيفة “البيان”، إحدى المنابر الإعلامية الرسمية في البلاد، رغم دعوة الوزير الإماراتي السابق أنور قرقاش إلى تجاهل هذه الهجمات.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحملة الجزائرية على الإمارات ليست جديدة، بل تعود إلى لحظة افتتاح قنصلية إماراتية بمدينة العيون، معتبرة ذلك قرارًا سياديا يعكس دعما واضحا للمغرب، واعترافا بحقه المشروع في السيادة على أقاليمه الجنوبية.

وأوضحت “البيان” أن الإعلام الجزائري يعيش منذ ذلك الوقت حالة توتر دائم، متهما الإمارات بكل إخفاق داخلي، ومعتمدا على خطاب هجومي يخلو من الحكمة والرؤية، وفق تعبير الصحيفة.
وردّت الصحيفة على وصف الجزائر للإمارات بـ”الدولة المصطنعة”، قائلة إن الجزائر، رغم حديثها المتكرر عن “مليون ونصف المليون شهيد”، لم تكن يوما كيانا قائما بذاته، بل كانت أرضا تناوب على السيطرة عليها الغزاة من مغاربة وأتراك وإسبان وفرنسيين، حتى جاء استفتاء 1962 وأعلن عن ميلاد دولة الجزائر.

وأضافت أن الجزائر، التي تتهم الإمارات بانعدام الحكمة، هي نفسها التي تدعم الميليشيات وتوفر الملاذ لحركات انفصالية، وتغذي الخلافات في دول الجوار، في إشارة إلى تدخلاتها في المغرب، ليبيا، مالي والنيجر.
كما أشارت الصحيفة إلى تصريحات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي صرح في أبريل الماضي بأن “حيثما توجد نزاعات، يوجد المال الإماراتي”، في إشارة إلى تدخلات مزعومة في مالي، ليبيا، والسودان.
ونفت الصحيفة ما قيل عن دعم الجزائر للإمارات خلال تأسيس اتحادها سنة 1971، مؤكدة أن المغرب كان من أوائل الدول التي اعترفت بدولة الإمارات، وساندها دبلوماسيا في المنتديات الإقليمية والدولية، بينما كانت الجزائر غارقة في صراعات داخلية حول السلطة.
ويأتي هذا التصعيد الإعلامي عقب بث قناة إماراتية مقابلة مع المؤرخ الجزائري محمد أمين بلغيت، اعتبرها التلفزيون الجزائري “هجوما خطيرا على قيم الشعب الجزائري وتاريخه”.