إقبال متزايد على المناطق الجبلية خلال العطلة الصيفية
كلما حل فصل الصيف إلا وتبدأ الاستعدادات على قدم وساق لقضاء العطلة بعيدا عن أجواء العمل وروتين الحياة، فتكون الوجهة غالبا المدن الساحلية للاستمتاع بشواطئها والسير ليلا وسط شوارعها المزدحمة.
ولأن المدن الساحلية أصبحت تعرف اكتظاظا كبيرا، فقد صارت المناطق الجبلية قبلة تجذب العديد من العائلات المغربية التي تبحث عن الراحة وسط الجبال وعلى جنبات الأنهار والبحيرات بعيدا عن صخب المدن وضجيجها.
ولعل أكثر ما أضحى يستهوي العديد من الأسر المغربية هو استكشاف المناطق الجبلية في محاكاة للطبيعة والارتماء بين أحضانها والاستمتاع بالأجواء المطبوعة بالسكينة والهدوء، والهواء النقي الذي تنشرح له الصدور وتتوق له الأنفس.
ولأن فصل الصيف يتميز عن غيره من الفصول بارتفاع درجات الحرارة فغالبا ما تشكل البحيرات والوديان والشلالات، الواقعة في أعالي الجبال ووسط غابات من الأشجار، المناطق الأكثر جذبا لعشاق الترحال والعيش البسيط على صوت خرير المياه وزقزقة العصافير، بعيدا عن البنايات المرتفعة ومنبهات السيارات المزعجة.
ويفضل الكثير استئجار شاليه خشبي مشيد بطريقة تقليدية وجميلة، والاستمتاع بمناظر خلابة في المرتفعات الجبلية ، على التوجه إلى المناطق الساحلية، على الرغم مما توفره هذه الأخيرة من أجواء مفعمة بالحيوية واللهو واللعب.
“قد يظن البعض أن قضاء العطلة في المناطق الجبلية يكون ذا متعة محدودة ، لكن الأمر عكس ذلك تماما” يقول عبد العالي، الذي اصطحب ابنتيه وزوجته لقضاء عطلة فصل الصيف على جنبات سد بين الويدان الذي يقع في إقليم أزيلال، مشيرا إلى أن “الجبال توفر لك تجربة أكثر من رائعة، حيث يمكنك أن تمارس العديد من الرياضات بكل حرية وأمن وأمان”.
أما يونس، الذي يهوى التخييم والصيد على جنبات بحيرة “أزكزا” أو البحيرة الخضراء الواقعة على بعد 30 كيلومترا من مدينة خنيفرة، فيعتبر “قضاء أسبوع وسط الجبال والاستمتاع بلحظات من السكينة والطمأنينة ينسيك في سنة كاملة مليئة بضغوطات العمل وروتين الحياة”.
وفي هذا السياق، قال عالم الاجتماع علي الشعباني، إن “ثقافة قضاء العطل خارج البيوت الاعتيادية بشكل عام ، هي ثقافة جديدة بالنسبة للمغرب”، مشيرا إلى أن المدن الساحلية ، على غرار مدن الشمال ، هي الوجهة المفضلة لدى العديد من المصطافين لكونها تجمع بين الشواطئ النظيفة والفضاءات الترفيهية بالنسبة للأطفال.
غير أن الأمور تغيرت خلال السنوات الأخيرة، يضيف السيد الشعباني، حيث أضحت المناطق الجبلية تشكل وجهة مفضلة خاصة وأنها “أصبحت تتوفر على البنية التحتية التي تتيح للسائح قضاء العطلة في أفضل الظروف، كالمركبات السياحية والمطاعم والفنادق، علاوة على توفرها على مناظر طبيعية خلابة مختلفة تماما عن المناطق الساحلية”.