ادعاءات جزائرية تزعم مقتل جنود مغاربة في غارة إيرانية على إسرائيل عبر “برقية مزورة”
ادعاءات جزائرية تزعم مقتل جنود مغاربة في غارة إيرانية على إسرائيل عبر "برقية مزورة"

تداولت حسابات جزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ 22 يونيو الجاري، صورة لما قيل إنها “برقية سرية” صادرة عن المغرب، تتحدث عن مقتل جنود مغاربة في قاعدة عسكرية داخل إسرائيل.
ورُوّج لهذه الوثيقة كمؤشر على وجود تعاون عسكري بين الرباط وتل أبيب، غير أن مضمونها يثير كثيرًا من الشكوك، لما يحتويه من تناقضات وأخطاء فادحة.
الحساب المروج لهذه البرقية يُدعى “Algeria Gate” على منصة “إكس”، وقد نشر صورة الوثيقة زاعمًا أنها صادرة عن مكتب الاتصال المغربي بتل أبيب.
وتشير البرقية المزعومة إلى مقتل ضابطين مغربيين وإصابة ثالث بجروح بليغة، جراء قصف إيراني استهدف قاعدة “ميرون” في شمال إسرائيل.
وبحسب المزاعم ذاتها، فإن الجنود المغاربة كانوا يشاركون في مهام استخباراتية بالتعاون مع وحدة 8200 الإسرائيلية المتخصصة في الحرب السيبرانية، في إطار ما قيل إنه تنسيق أمني انطلق بعد توقيع اتفاقيات أبراهام سنة 2020.

أخطاء فادحة تفضح التزوير
تشير معطيات تقنية وشكلية في “البرقية” إلى أنها غير حقيقية.
أبرز تلك المؤشرات وجود ختم “SECRE” في أسفل النص، وهو أمر مخالف للمعايير الرسمية المغربية، حيث توضع الأختام المصنفة يدويًا بعد إعداد الوثائق، لضمان وضوحها ومصداقيتها.
كما أن نوع الخط المستعمل لا يتماشى مع القوالب المعتمدة في المراسلات الدبلوماسية المغربية، خصوصًا فيما يتعلق بالترويسة الرسمية والتوقيعات. إلى جانب ذلك، لا توجد أي جهة رسمية أو وسيلة إعلام موثوقة أشارت إلى وقوع قصف إيراني على قاعدة “ميرون” أو إلى مصرع ضباط مغاربة داخل إسرائيل.

ضمن سياق توترات إقليمية وتضليل متبادل
يأتي نشر هذه الادعاءات في ظل تصاعد التوتر الإعلامي والدعائي بين المغرب والجزائر. وقبل أيام فقط، تم تداول شائعات على حسابات مغربية تزعم مقتل جنود جزائريين في إيران نتيجة قصف إسرائيلي، في ظروف غامضة.
ويُحتمل أن تكون هذه “البرقية” المفترضة محاولة دعائية مضادة من الطرف الجزائري، تستهدف توجيه اتهامات للمغرب بالتورط في أنشطة عسكرية لصالح إسرائيل. علمًا أن الحساب الذي نشرها معروف سابقًا بنشر معلومات زائفة ومغلوطة عن المغرب.
في ظل غياب أي مصدر مستقل أو جهة موثوقة تدعم هذه الرواية، ومع تعدد التناقضات التقنية والمضمونية، يظهر جليًا أن الوثيقة المتداولة لا أساس لها من الصحة.
![]()



