الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية بالمغرب.. عادات عريقة ومظاهر احتفالية من القرية إلى المدينة

يحيي الأمازيغ في المغرب، إلى جانب أمازيغ شمال إفريقيا وأماكن أخرى من العالم، رأس السنة الأمازيغية بتاريخ 13 يناير من كل عام. يتميز هذا اليوم بطقوس وتقاليد متوارثة تضفي عليه أجواء احتفالية عائلية مليئة بالأنشطة الثقافية والفنية.
تختلف تسميات هذا اليوم من منطقة إلى أخرى، مثل “إيض يناير” أو “حاكوزة” أو “إيض اسكاس”، لكنه يظل مناسبة تجمع الأمازيغ حول موروثهم الثقافي المشترك.

ارتباط بالسنة الفلاحية
يرتبط الاحتفال بالسنة الأمازيغية ارتباطًا وثيقًا بالسنة الزراعية، حيث كان الأمازيغ مجتمعًا زراعيًا ورعويًا منذ القدم. وأوضح الباحث في الثقافة الأمازيغية، شريف أدرداك، أن هذه المناسبة فرصة للاحتفاء بعطاء الأرض وتمني موسم زراعي ناجح.

وأشار أدرداك إلى أن الاحتفالات تطورت من القرى والجبال، حيث يعيش معظم الأمازيغ، إلى المدن الكبرى، معتبرًا ذلك علامة على انتشار الوعي بأهمية الحفاظ على الهوية الأمازيغية.

احتفالات متنوعة
في مدينة أكادير والمناطق المحيطة بها، تحتفل الأسر بإعداد أطباق تقليدية مثل “تاكلا” و”بركوكش”، وارتداء الملابس الأمازيغية ذات الألوان الزاهية التي تعكس ارتباطهم بالهوية الثقافية.

أما في الأطلس المتوسط، فتتميز مدينة خنيفرة بالأنشطة الاحتفالية التي تشمل عرض الملابس التقليدية، وإقامة طقوس اجتماعية مثل إعداد أطباق الكسكسي في خيام جماعية.

وفي مناطق الريف مثل الحسيمة وتطوان، تسود أجواء الفرح والتضامن، مع تنظيم فعاليات فنية تعزز الروابط الاجتماعية.

تطور الاحتفالات
شهد الاحتفال برأس السنة الأمازيغية تحولًا كبيرًا، خاصة بعد الاعتراف باللغة الأمازيغية لغة رسمية في دستور 2011 واعتماد رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية مدفوعة الأجر في 2023.

وقال أدرداك إن هذه التطورات شجعت على تنظيم احتفالات رسمية في المدن الكبرى مثل طنجة والرباط، معتبرًا ذلك خطوة هامة في تعزيز الوعي الثقافي بالموروث الأمازيغي.

وكالات