التونسيون يتوجهون لمكاتب الاقتراع الأحد المقبل
تفتح مكاتب التصويت في تونس أبوابها، بعد غد الأحد، لاستقبال الناخبين للتصويت في اقتراع رئاسي ظلت حملته الانتخابية بدون زخم كبير، بعد أن طغى السجال القانوني والسياسي على أبرز محطاته.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في تونس تسعة ملايين و753 ألف و217 تونسيا، 6،6 بالمائة منهم يعيشون بالخارج ، يشرعون في التصويت اليوم الجمعة.
ويختار التونسيون رئيسهم في جولة أولى، من بين ثلاثة مرشحين فقط قبلت ملفات ترشيحهم، هم رجل الأعمال مؤسس حركة “عازمون” العياشي زمال الذي يخوض السباق وهو رهن الاعتقال ، والمرشح زهير المغزاوي أمين عام حركة الشعب ، والرئيس المنتهية ولايته قيس سعيد الطامح إلى ولاية ثانية من خمس سنوات.
وتعد انتخابات سادس أكتوبر الجاري ثالث انتخابات رئاسية تشهدها تونس منذ الثورة التي أطاحت بالراحل زين العابدين بن علي . وكان الدور الأول من انتخابات 2014 قد عرف تنافس 27 مرشحا فيما عرف الدور الأول لانتخابات 2019 تنافس 26 مرشحا.
وقد غطى النقاش والسجال السياسي والقانوني حول المناخ الانتخابي على أبرز محطات مسار انتخابات 2024 ومنها الحملة الانتخابية، بل إن هذا النقاش سيبلغ أوجه في خضم الحملة الدعائية عندما قام مجلس نواب الشعب ، عبر تشريع، بتغيير الجهة القضائية صاحبة الاختصاص في البت في المنازعات الانتخابية ومنها الطعون في النتائج.
وعاشت الطبقة السياسية والحقوقية في البلاد بالفعل على وقع سجال قانوني وسياسي لم يتوقف منذ الاعلان عن القائمة الأولية للمرشحين مرورا بعدم تنفيذ قرارات نهائية للمحكمة الإدارية بإدراج ثلاثة أسماء أخرى ضمن قائمة المتنافسين على دخول قصر قرطاج، وصولا إلى الدعوة لدورة استثنائية لمجلس نواب الشعب وتفعيل مسطرة تشريعية استعجالية لتجريد المحكمة الإدارية من اختصاصاتها الانتخابية قبل أيام من موعد الاقتراع ونقلها، في غياب محكمة دستورية، إلى القضاء العادي.
ووسط هذه الأجواء جرت الحملة الانتخابية للرئاسيات، منذ 14 شتنبر الماضي، والتي غابت فيها مناظرات بين المرشحين أو نقاش عمومي واسع حول البرامج الانتخابية أو مهرجانات خطابية حاشدة ، لتقتصر في مجملها على لقاءات مباشرة أو عبر المناصرين مع المواطنين في المدن والبلدات إضافة طبعا إلى استغلال مواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع الناخبين.
وكان زهير المغزاوي المرشح الوحيد الذي قاد حملته ميدانيا بشكل مباشر فيما قاد مناصرو قيس سعيد حملته الانتخابية عبر اجتماعات ولقاءات مع المواطنين في عدد من مناطق البلاد. أما حملة المرشح العياشي زمال، الذي اعتقل قبل انطلاق الحملة الانتخابية على ذمة قضايا تتعلق بشهات حول صحة تزكيات انتخابية ومساطر مرتبطة بها، فلم يكن لها حضور ميداني ملموس.
وحسب حصيلة نشرتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لأنشطة الأيام ال14 الأولى من الحملة الانتخابية، قامت حملة المرشح زهير المغزاوي ب98 نشاطا عبارة عن جولات دعائية واتصال مباشر وتوزيع مطويات وملصقات فيما قامت حملة المرشح قيس سعيد ب 221 نشاطا على شكل اجتماعات انتخابية واتصال مباشر وتوزيع مطويات وملصقات ومقهى سياسي. وحسب الحصيلة نفسها فإن حملة العياشي زمال، اكتفت خلال هذه الفترة بنشاط واحد عبارة عن ندوة صحافية.
وسيتمتع الفائز بالانتخابات الرئاسية 2024 ،بصلاحيات واسعة بموجب دستور سنة 2022 الذي توج ما بات يعرف ب” مسار 25 جويلية” (اتخذ الرئيس الحالي قرارات استثنائية في صيف 2021 بدأت بتجميد اختصاصات البرلمان وإعفاء رئيس الحكومة …) بعد أن كان دستور 2014، الأول بعد الثورة، قد أرسى نظاما شبه برلماني.