الجيش الجزائري متورط في قتل وإحراق المدنيين والغابات.. شهادة ضابط جزائري سابق
عرفت الجزائر في بداية التسعينيات من القرن الماضي، مجازر ومذابح كانت تعرف باسم “العشرية السوداء”، وهي صراع بين النظام الجزائري وبين فصائل موالية لتيار الإسلام السياسي.
وحقق التيار الإسلامي سنة 1992 فوزا كاسحا في الإنتخابات البرلمانية، مما اضطر النظام الجزائري للتدخل لإلغائها مخافة صعودهم وفوزهم (الإسلاميين) بها.
تأليف الكتاب
وفي هذا السياق، قام الضابط السابق بالجيش الجزائري، “الحبيب سويدية”، بتأليف كتاب “الحرب القذرة”، اتهم فيه جيش بلاده بالتورط في مذابح العشرية السوداء، التي راح ضحيتها أكثر من 200 ألف قتيل، وفقا للإحصائيات الشبه رسمية.
وجاء تأليف هذا الكتاب من أجل تحرير ضميره، لأنه لا يريد أن يشعر بأنه شريك في جرائم ضد الإنسانية، حسب شهادته.
أوامر مباشرة بالقتل
ولتقريبك عزيزي القارئ أكثر للصورة، هنالك شهادة أدلى بها “سويدية” في كتابه، عن رئيس مركز مكافحة التخريب، الجنرال محمد العماري، الذي أعطى تعليماتهم بشكل مباشر للضباط بقتل الإسلاميين، بحيث قال : ” الإسلاميون يريدون الذهاب إلي الجنة . فلنأخذهم إليها ، و بسرعة . لا أريد أسرى ، أريد قتلي ! “.
وحتى بعدم إعطاء الجنرال “محمد العماري”، أو باقي الجنرالات، تعليماتهم للضباط بقتل الإسلاميين، فإنهم (الضباط) كانوا يعرفون بأنهم في حرب أهلية، حسب المظلي “الحبيب سويدية”.
تورط شنقريحة بقتل المدنيين
ولكن تبقى شهادة المظلي “سويدية” في حق الجنرال “مجاهد”، وشنقريحة، الذي كان عقيدا أنذاك، هي الأكثر جدلا، بحيث أمروا الضباط بحرق عدة جبال قرب الأخضرية والقبائل بالبنزين، صيف 1993، والتي عرفت بمعبر الإرهابيين.
ويعود السبب الرئيسي الذي جعل “شنقريحة” و”مجاهد” لإعطاء أوامرهم بحرق الجبال بالبنزين، كون الغابات تسهل تنقلات الجماعات الإرهابية فيستحيل رؤية أي شيء من الطائرات المروحية، لذلك ستخرجهم النار من الأماكن التي يختبؤون فيها، ولكن أدى ذلك إلى كارثة بيئة سقط فيها قتلى من السكان المدنيين.
فقد كان قادة الجيش الجزائري يوجهون الضباط نحو قمع المدنيين أكثر مما يوجهونهم نحو تصفية فعلية للإراهبيين، وكان يوافقهم تماما أن تستمر الكمائن والحواجز الزائفة والاعتداءات بالمقابل عندما يشعرون بأنهم أنفسهم مهددون عندئد يستخدمون الوسائل الضخمة مما يبرهن على أن باستطاعتهم وضع حد للإرهابيين إذا أرادوا ذلك حقا، حسب “سويدية”.
واستهدفت هذه المذابح سكان القرى، ولاتميز بين ذكر أو انثى أو بين طفل رضيع أو عجوز، بل وكانت طرق القتل في غاية الوحشية.