الزيتون ينعش الفلاحة المغربية ويعيد الأمل للمستهلك بعد موسم الجفاف
الزيتون ينعش الفلاحة المغربية ويعيد الأمل للمستهلك بعد موسم الجفاف

بعد موسم صعب تميز بالجفاف وغلاء المنتجات الفلاحية، يترقب المغاربة موسمًا واعدًا بالنسبة لزيت الزيتون، إذ تشير التوقعات إلى تسجيل إنتاج وفير من الزيتون خلال الموسم الفلاحي الحالي، ما سينعكس مباشرة على أسعار الزيت في الأسواق.
وقالت صحيفة “الأحداث المغربية”، نقلا عن رشيد بنعلي، رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية “كومادير”، إن أسعار زيت الزيتون من المنتظر أن تنخفض إلى 50 درهما للتر الواحد، أي أقل بكثير من مستويات الموسم الماضي، الذي تجاوزت فيه الأسعار أحيانا سقف 80 درهما للتر الواحد بسبب ضعف الإنتاج.
وأوضح بنعلي أن المؤشرات المناخية الإيجابية، من حيث التساقطات المطرية المعتدلة وتوزيعها الزمني، ساهمت في إنعاش حقول الزيتون، مشيرا إلى أن الإنتاج هذه السنة سيكون “استثنائيا” مقارنة بالسنوات الأخيرة، وهو ما سيعيد التوازن إلى السوق الوطنية ويخفف الضغط على القدرة الشرائية للأسر.
ويستعد المزارعون في مختلف جهات المملكة لبدء عملية جني الزيتون ابتداء من شهر أكتوبر المقبل، حيث يتوقع أن تشهد الضيعات الفلاحية موسم حصاد متميز، يعزز موقع المغرب كأحد أبرز المنتجين في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ويأتي هذا التفاؤل في وقت يشكل فيه قطاع الزيتون وزيت الزيتون ركيزة أساسية للفلاحة المغربية، إذ يساهم في تشغيل مئات الآلاف من اليد العاملة، ويعد من أهم صادرات المغرب نحو الأسواق الأوروبية والعربية.
ويرى خبراء أن وفرة الإنتاج المرتقبة لن تنعكس فقط على الأسعار المحلية، بل قد تمنح المغرب فرصة لتعزيز موقعه في الأسواق الدولية، خصوصا في ظل تراجع الإنتاج في بعض الدول المنافسة بسبب التقلبات المناخية.
ومع ذلك، دعا مهنيون إلى ضرورة الاستعداد الجيد لموسم التصنيع والتخزين، وضمان جودة الزيت وفق المعايير الدولية، حتى يتمكن المغرب من الاستفادة القصوى من هذا الموسم الاستثنائي.



