السفير السعودي في اليمن يلتقي الحوثيين.. بعد التقارب السعودي الإيراني
قال السفير السعودي في اليمن مساء الإثنين إن زيارة الوفد الذي قاده للقاء الحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، هدفها “تثبيت الهدنة” وبحث إيجاد “حل سياسي شامل ومستدام” بعد سنوات من الحرب، التي أودت بحياة مئات الآلاف وتسببت في نزوح نحو 4,5 ملايين شخص. وقال مسؤولان يمنيان إن محمد آل جابر التقى زعيم الجماعة المتحالفة مع إيران عبد الملك الحوثي، لكن الرياض لم تؤكد انعقاد هذا اللقاء.
قال سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر مساء الإثنين إن الزيارة التي قام بها إلى صنعاء للقاء مسؤولين حوثيين، كان الهدف منها “تثبيت الهدنة” وبحث سبل الدفع نحو “حل سياسي شامل ومستدام” بعد سنوات من النزاع.
وفي تغريدة على تويتر، أوضح آل جابر: “أزور صنعاء وبحضور وفد من سلطنة عمان الشقيقة بهدف تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن”.
وتابع الدبلوماسي السعودي: “وقفت المملكة حكومة وشعبا منذ عقود مع الأشقاء في اليمن في أحلك الظروف والأزمات السياسية والاقتصادية، ولا تزال الجهود الأخوية مستمرة منذ العام 2011 لتحقيق تطلعات أبناء اليمن الشقيق بعودة الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي”.
استمراراً لجهود المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية ودعماً للمبادرة التي قدمتها المملكة في 2021م، ازور صنعاء وبحضور وفد من سلطنة عمان الشقيقة بهدف تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار ودعم عملية تبادل الأسرى وبحث سبل الحوار بين المكونات اليمنية للوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام في اليمن.
والأحد، أجرى الوفد السعودي محادثات مع الحوثيين المتحالفين مع إيران في زيارة نادرة للعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، تندرج في إطار مسعى جديد لإحياء عملية السلام في اليمن بعد التقارب الأخير بين الرياض وطهران.
لقاء مع عبد الملك الحوثي؟
وأظهرت صورة نشرتها وسائل إعلام تابعة للحوثيين السفير السعودي وهو يصافح رئيس المجلس السياسي في صنعاء مهدي المشاط، وأخرى وهما يتوسطان الوفد السعودي ووفدا عمانيا يقود الوساطة بين الجانبين ومسؤولين حوثيين.
والإثنين، قال مسؤولان يمنيان إن آل جابر التقى زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، لكن الرياض لم تؤكد انعقاد اللقاء.
وسبق أن زارت وفود سعودية العاصمة صنعاء لإجراء محادثات حول عمليات تبادل للأسرى مع الحوثيين الذين يسيطرون أيضا على مناطق شاسعة في شمال ووسط وغرب أفقر دول شبه الجزيرة العربية. إلا أن هذه الزيارة الرفيعة المستوى تأتي في خضم مساع إقليمية ودولية للدفع باتجاه حل سياسي يفتح الباب أمام خروج السعودية من الحرب، ثم إسدال الستار على النزاع بين الحوثيين والحكومة والذي أودى بمئات آلاف الأشخاص.
وتستمد هذه الجهود زخمها من اتفاق أُبرم الشهر الماضي بين السعودية التي تقود منذ 2015 تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة، وإيران التي تدعم الحوثيين، ينص على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد سبع سنوات من القطيعة.
التصور السعودي لحل الأزمة اليمنية
وقالت الخبيرة في المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية إليونورا أرديماغني إن المحادثات تشير إلى أن “الأولوية الاستراتيجية للرياض هي خفض التصعيد بينها وبين الحوثيين، وليس خفض التوتر بشكل طويل الأمد بين الأطراف المتحاربة داخل اليمن”. وأضافت أن المحادثات تسمح للحوثيين بإظهار “القوة السياسية (…) التي اكتسبوها حتى الآن” مع تعزيز موقفهم قبل أي محادثات يمنية-يمنية.
وحسب مصادر حكومية يمنية، فقد وافق أعضاء مجلس الرئاسة اليمني مؤخرا على تصور سعودي بشأن حل الأزمة اليمنية بعد مباحثات سعودية-حوثية برعاية عُمانية استمرت لشهرين في مسقط. يقوم التصور السعودي وفقا لنفس المصادر على الموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الأطراف.
تتضمن المرحلة الأولى إجراءات لبناء الثقة وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار.
وكانت أطراف النزاع توصلت في 2 أبريل 2022 إلى هدنة بوساطة من الأمم المتحدة انتهت مفاعليها في أكتوبر. وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ حذر هذا الشهر من أن البلد الذي مزقته الحرب يواجه “وقتا حرجا”، داعيا إلى إنهاء النزاع بشكل دائم.
وقُتل في الحرب مئات الآلاف من الأشخاص فيما نزح 4,5 ملايين شخص، وأصبح أكثر من ثلثي سكان اليمن يعيشون تحت خط الفقر، حسب التقديرات الأممية.