السلطات الصحية الكندية تدعو المواطنين الى التقليل من استهلاك الخمور
بدأت السلطات الصحية الكندية بتوعية مواطنيها من مخاطر الاستهلاك اليومي للكحوليات على الدماغ. ويتزامن ذلك بظهور حانات لمشروبات غير كحولية في الآونة الأخيرة في الدول الغربية.
بعدما كانت السلطات الصحية في جل الدول الغربية تقول إن الشرب المعتدل للكحول بطريقة معتدلة لا يشكل خطرا على الصحة.
وكانت توضح أن ما يصل إلى مشروبين كحوليين يوميًا للرجال وواحد للنساء، يمكن اعتباره « معتدلا » وآمن.
ففي ألمانيا والولايات المتحدة مثلا يعتبر ما بين 7 إلى 14 مشروبًا أسبوعيًا – حسب الجنس- منخفضة الخطورة، بينما في بريطانيا حوالي ستة في الأسبوع تعتبر منخفضة المخاطر.
لكن الأبحاث العلمية المنشورة في السنوات الأخيرة ستجعل شاربي الكحول يعيدون النظر في عادات الشرب عندهم.
ووفقا لعدة دراسات نشرت نتائجها حديثا، فإن استهلاك مشروب أو اثنين في اليوم يمكن أن تكون له تبعات سلبية على الصحة. وبناء على ذلك سارعت كندا مثلا للالتزام بالاقتراحات الواردة في هذه الدراسات الجديدة.
وتشكل هذه النصيحة من السلطات الكندية تراجعا عن التوصية السابقة، التي نُشرت في عام 2011. وسمحت الإرشادات السابقة بحد أقصى وهو 10 مشروبات أسبوعيًا للنساء و15 مشروبًا للرجال. واقترح التقرير الجديد، الممول من قبل وزارة الصحة الكندية، نشر ملصقات لتحذير المواطنين من أضرار المشروبات الكحولية.
واستندت السلطات الكندية على نتائج دراسات منها دراسة نُشرت في مجلة » نايتشر » شهر مارس 2022 بكندا، إلى فحوصات الدماغ لأكثر من 36 ألف شخص تتراوح في منتصر العمر وفي سن متقدمة، مع مراعاة الجنس.
وخلص الباحثون إلى أنأدمغة الأشخاص البالغين من العمر 50 عامًا الذين شربوا في المتوسط كأسًا من النبيذ ( 175 ملليترًا)، أو نصف لتر من البيرة يوميًا على مدار العام الماضي، ظهرت أكبر عمرا من نظرائهم الذين شربوا نصف هذه الكمية أو أقل بسنة ونصف. وأوضح الباحثون أن الشيخوخة تزداد مع استهلاك كميات أكبر من الكحول.
ورغم أن دراسات أخرى كشفت أن شرب النبيذ مع وجبات الطعام يوميًا يخفض من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، إلا أن الخبراء الصحيين يحذرون من الإفراط في الشرب يوميا لأنه قد يتطور إلى إدمان.
في ظل زيادة الوعي الصحي لدى الناس، والشعور بالقلق إزاء الآثار السلبية للكحوليات على أجسامهم، افتتح في ألمانيا أول مطعم يقدم مشروبات خالية من الكحول، في ولاية زارلاند غربي البلاد. وفي العاصمة الألمانية برلين افتتحت منذ بضع سنوات أول حانة لا تقدم المشروبات الكحولية.
واقتبست الحانة الفكرة أيضا من الولايات المتحدة، ومن حركة الرغبة في الوقار وعدم تناول الخمور، وهي تساعد مدمني الكحوليات على تجنب إغراء تناول المشروبات الكحولية، عندما يريدون تمضية بعض الوقت خارج المنزل.