العرض الصحي بإقليم الحوز يستعيد صحته بعد الزلزال المدمر بفضل سلسلة من المشاريع
يشهد إقليم الحوز دينامية مضطردة على مستوى مختلف المجالات، من بينها قطاع الصحة، وذلك بفضل سلسلة من المشاريع التي تم إطلاقها في إطار عملية إعادة الإعمار.
وتشكل هذه المشاريع الكبرى، الرامية لتقريب الخدمات الصحية من الساكنة المتضررة جراء زلزال 8 شتنبر 2023، خطوة بارزة في السعي لتطوير وتعزيز البنية التحتية للإقليم، لاسيما الصحية.
وتعكس هذه الدينامية غير المسبوقة الالتزام النموذجي وتعبئة السلطات الإقليمية والفاعلين المؤسساتيين من أجل إحداث وتعزيز المنشآت الصحية بهدف تكريس الحق في الصحة، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وبعد مرور نحو سنة على وقوع الزلزال، يسود في الحوز شعور الارتياح العام الممزوج بالامتنان. وقد أصبح الإقليم يتوفر على العديد من المنشآت الصحية المزودة بأحدث التجهيزات القادرة على تلبية احتياجات وتطلعات السكان المحليين في مجال الولوج إلى الخدمات الصحية.
ويتصدر القطاع الصحي أولويات برنامج إعادة إعمار وتأهيل المناطق المتضررة من الزلزال، مثلما يتضح من خلال المشاريع العديدة التي أنجزتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالتعاون مع سلطات الإقليم ومختلف الفاعلين.
وأصبحت منطقة الحوز، بفضل الجهود المكثفة المبذولة في هذا القطاع، تتوفر اليوم على بنية تحتية صحية حديثة، وهي ثمرة أشغال إعادة إعمار وتأهيل وتوسيع العديد من المراكز الصحية.
وبحسب معطيات المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بالحوز، فقد تم إعادة بناء وتجهيز خمسة مراكز صحية، في حين يخضع 32 مركزا آخر حاليا لأشغال التأهيل.
ومن أجل تحسين جودة الخدمات الطبية والصحية للقرب، سيتم تجهيز جميع هذه المؤسسات الصحية من الجيل الجديد بنظام معلوماتي متكامل وتجهيزات بيو-طبية عالية الجودة.
ومن بين هذه المنشآت الصحية المركزان الصحيان آسني وإمليل، اللذان يتوفران، بالخصوص، على خدمات صحة الأم والطفل، وقاعات للولادة، وقاعات للمتابعة ما بعد الولادة، وأخرى للفحص بالموجات فوق الصوتية.
وأعرب العديد من سكان الإقليم، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن ارتياحهم الكبير لجودة الخدمات الصحية المقدمة للسكان المحليين، خاصة المتضررين من الزلزال.
كما عبروا عن عميق امتنانهم للسلطات الإقليمية ومختلف الفاعلين المؤسساتيين على جهودهم الحثيثة من أجل إعادة تأهيل وتحديث البنية التحتية الصحية في الإقليم.
من جهتها، أبرزت زهرة زهراوي، الممرضة الرئيسة للمركز الصحي بآسني، أن هذا المركز، وهو من الجيل الجديد، يتوفر على معدات وأجهزة حديثة وأطر طبية وتمريضية تسهر على تقديم خدمات طبية جيدة للسكان.
وقالت إن “هدفنا هو خدمة سكان هذه المنطقة وكذا الدواوير المجاورة، من خلال تقديم خدمات عالية الجودة في مختلف التخصصات الطبية، خاصة صحة الأم والطفل”.
ويمكن القول إن العملية الضخمة لإعادة تأهيل وإصلاح مختلف المنشآت الصحية بالحوز ساهمت، بشكل كبير، في تقريب الخدمات الصحية من المواطنين ومعالجة الاختلالات التي تعرفها البنية التحتية الاستشفائية.
وقد حرصت المندوبية الإقليمية للصحة، منذ وقوع زلزال الحوز، على ضمان الخدمات الصحية بشكل منتظم في المراكز المتضررة، لاسيما بفضل الوحدات الصحية المتنقلة.
وتم تعزيز هذه المجهودات من خلال الوحدات الطبية للقرب التي أشرفت عليها مؤسسة محمد الخامس للتضامن بكل من أمزميز وثلاث نيعقوب وويركان وآسني من أجل ضمان جودة الخدمات الصحية لمواطني الإقليم.
ومع