النظام الجزائري.. ترفضه فرنسا فيرتمي في أحضان موسكو- رأي
نجحت قمة “جدة 2023” رغم انزعاج الرئيس تبون ومقاطعته للقمة العربية في دورتها 32 في شهر ماي 2023، وعدم حضوره للقمة العربية الصينية بجدة في شهر دجنبر 2022… وسحبه للسفير من الرياض ثم إعادته إليها في مشهد ساخـر… ونجحت أيضا “قمة جدة 2023” لأن السعودية فاعل سياسي واقتصادي مهم في الخليج والمنطقة العربية، واستفادت من احتضانها للقمة العربية في ماي 2023.. في زمن ما بعد تداعيات كورونا والحرب الدائرة في أوكرانيا والتحالفات الاقتصادية والعسكرية وحروب الطاقة والأمن الغذائي والانتقال البيئي… وجعلت من احترام سيادة واستقلال الدول وسلامة أراضيها خطا أحمر…
ورغم انزعاج النظام العسكري الجزائري من بعض فقرات البيان الختامي.. وعدم إدراج اسم الجزائر… فقد ابتلعت جحافل تُجار المواقف “والأقلام المأجورة لسانها وسكتت عن الصراخ وعجزت عن تجميل كبوة العسكر الجديدة… في انتظار انزعاج متبوع بسحب السفير ثـم إرجاعه وهكذا.. لكن الأقلام والمنابر نفسها ستعود للنفخ في الزيارة “السرية” لتبون إلى موسكو ولقائه الرئيس بوتين في اليوم الثاني مع كل ما يستحقه المقام من تلعثم وهلع… في حين أنه كان مقررا زيارة وفد إفريقي للوساطة بين موسكو وكييف في النصف الثاني من شهر يونيو.. وهو الوفد الذي يمثل ست دول إفريقية (مصر، السنغال، زامبيا، جنوب افريقيا، أوغندا والكونغو برازافيل) وليس من بينها الجزائر…
أما جنوب إفريقيا فإنها تحاول من خلال لجنة الوساطة الإفريقية إخفاء صفقة الأسلحة نحو روسيا والتي كشفتها أحد أهم المنابر الإعلامية الأمريكية في شهر دجنبر الماضي.. بالإضافة إلى احتضان مياهها الإقليمية لمناورات عسكرية تضم روسيا والصين، والأخطر هو احتضان جنوب إفريقيا لقمة البريكست في شهر غشت المقبل… وسؤال هل ستُمتع الرئيس بوتين بالحصانة الديبلوماسية مقابل “مذكرة الجنايات الدولية”…؟
فالجزائر وجنوب إفريقيا تُسابقان الزمن قبل موعد القمة الافريقية الروسية المحددة في 26 إلى 29 يوليوز 2023… ويظهر أنها ستكون صاخبة حيث ستغيب مطالب الشعوب الإفريقية في مواضيع التنمية والديمقراطية والهجرة والانتقال البيئي… لتحل محلها مطالب الجزائر بدعم موسكو لطلب الانضمام للبريكست، وبدعم موسكو لفكرة حصول جنوب إفريقيا على مقعد دائم في مجلس الأمن… مع العلم أن كلا من كييف وموسكو قـد رفضتا النقط العشرة لخطة السلام المقدمة يومي 17 و18 من شهر يونيو الجاري.. والذي يصادف نهاية “اتفاق الحبوب” الذي رعته كل من تركيا والأمم المتحدة..
رحم الله الملك الحكيم الحسن الثاني بقوله: “لا ننتظر من العالم أن يعترف بصحرائنا المغربية.. بل كنا نريد أن يعرف الناس مع من حشرنا الله في الجوار…”.