النظام الجزائري يقابل “اليد الممدودة” بنشر صواريخ دفاعية قرب الحدود مع المملكة

كما كان متوقعا، لم تلق دعوة الملك محمد السادس للجزائر، من أجل إقامة علاقات طبيعية وأخوية، أي رد رسمي من الرئاسة الجزائرية. وإذا كان النظام الجزائري قد اختار الصمت في مواجهة اليد الممدودة للمغرب، فإن أذرعه الاعلامية، عمدت الى التقليل من شأن هاته الدعوة ووصفها بشكل يثير الاستغراب بأنها “لا حدث”.
وبعد أقل من أسبوع عن خطاب الملك محمد السادس، الذي تناقلته وسائل الاعلام الدولية على نطاق واسع، كشفت صور نشرها الاعلام الجزائري، عن نشر أنظمة صواريخ أرض-جو روسية الصنع من طراز S-350 مثبتة على قواعد عسكرية جزائرية قريبة من الحدود الشرقية للمملكة.

نشر الجزائر لصواريخ S-350، التي هي بالأساس منظومة “دفاعية” وليست “هجومية”، لم يأت صدفة، بل رغبة من هذا النظام، في اقناع جهات خارجية، ولاسيما “داخلية”، بتعرضه لخطر “داهم مزعوم” قادم من جاره الغربي، وأنه لا يفعل شيئا سوى الدفاع عن نفسه.
هي المزاعم نفسها، التي سعى النظام الجزائري، على مدى السنة والنصف الأخيرة الى تسويقها وترويجها، بتقمصه دور الضحية، وادعائه التعرض لاعتداءات مغربية، لم يقدم بشأنها الى حدود الساعة ولو دليلا واحد، بل فقط بلاغات “فنطازية” تكتبها وزارة “رمطان العمامرة” بأسلوب انشائي، لتلوح من خلالها وبشكل مثير للسخرية، الى أن أي امتداد لـ”الاعتداءات المغربية” (التي لاوجود لها أصلا ) إلى الأراضي الجزائرية سيعتبر ذريعة حرب”، وزعمها تارة أخرى، بتعرض الجزائر فعليا لاعتداء “لن يمر دون عقاب”، وهو ما يعكس حقا حالة من العبث المتفاقم، التي بلغها هذا النظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى