بوريطة: قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء تتويج لمسار دبلوماسي يقوده الملك محمد السادس منذ 25 سنة

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن مصادقة مجلس الأمن الدولي على القرار رقم 2797 بخصوص الصحراء المغربية، تمثل محطة حاسمة في مسار دبلوماسي طويل قاده الملك محمد السادس لما يزيد عن ربع قرن.

وأوضح بوريطة، في لقاء خاص بثته القناة الثانية مساء السبت، أن “القرار الأممي الجديد يجسد ثمرة جهود متواصلة دامت 26 سنة”، مشيراً إلى أن الخطاب الملكي للسنة الماضية دعا المنظمة الأممية إلى تحمل مسؤوليتها في هذا الملف، وهو ما تحقق اليوم بوضوح من خلال القرار الأخير.

وأضاف الوزير أن هذا التطور الدبلوماسي جاء نتيجة عمل متواصل بإشراف مباشر من الملك محمد السادس، مذكّراً بأن المغرب انطلق من الاعتراف الأمريكي بسيادته على الصحراء، ليواصل مساعيه لإقناع الدول الكبرى، وهو ما تُوّج بدعم إسبانيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إلى جانب تعبئة واسعة داخل القارة الإفريقية.

وكشف بوريطة أن مسودة القرار عرفت مراحل إعداد دقيقة منذ مطلع أكتوبر، وخضعت لـ45 تعديلاً قبل اعتمادها في صيغتها النهائية “بتتبع وتوجيه مباشر من جلالة الملك”، مشيراً إلى أن التعليمات الملكية شددت على ضرورة ترسيخ خيار الحكم الذاتي باعتباره الحل الواقعي والوحيد تحت السيادة المغربية.

وأكد الوزير أن تدخلات الملك كانت حاسمة في اللحظات الأخيرة قبل التصويت داخل مجلس الأمن، موضحاً أنه “قبل أيام قليلة من الجلسة، كانت ست دول فقط تؤيد القرار، لكن بفضل تحرك جلالته الشخصي ارتفع العدد إلى تسع ثم عشر دول، ما ضمن المصادقة على القرار بأغلبية مريحة”.

وشدد بوريطة على أن “القرار الأممي لأول مرة يتحدث بوضوح عن السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية”، مضيفاً أن الحديث اليوم عن تقرير المصير يعني فقط تمكين سكان المنطقة من إدارة شؤونهم المحلية في إطار السيادة الوطنية.

وختم الوزير تصريحه بالتأكيد على أن “بعثة المينورسو أصبحت جزءاً من مسار الحل النهائي”، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستعرف خطوات عملية لتنزيل مبادرة الحكم الذاتي بصيغتها المحدّثة، تحت التوجيه المباشر للملك محمد السادس.