حجاج من كل أنحاء العالم يعودون إلى مكة للمرة الأولى منذ 2019
تحول العراقي البريطاني آدم محمد من مهندس كهربائي إلى رحالة، بانتقاله من بريطانيا إلى مكة المكرمة في السعودية على الأقدام آملا في أداء فريضة الحج هذا الأسبوع في أقدس مدن المسلمين.
واقترب آدم محمد البالغ من العمر 53 عامًا والأب لطفلتين، المقيم في المملكة المتحدة منذ 25 عامًا، من تحقيق حلمه عندما أعلنت السعودية في أبريل أنها ستستضيف مليون حاج هذا العام بينهم 850 ألفا من جميع أنحاء العالم.
وقد جنى سفره الذي استمر 11 شهرًا سيرًا على الأقدام، ثماره بالفعل عندما قرّرت السلطات السعودية منحه وعائلته أذونات خاصة للمشاركة في المناسك بفضل رحلته الشاقة، في حين تم اختيار آخرين من خلال نظام القرعة.
وقال محمد لوكالة فرانس برس في مكة المكرمة قبل بدء المناسك هذه الاسبوع “كانت رحلتي مرهقة. توقّفت في كثير من الأماكن للراحة، لكنني كنت أركّز على شيء واحد: عمري 53 سنة ، فماذا لو أمضيت 11 شهرًا على الطريق للوصول إلى بيت الله؟ عرفت انني استطيع القيام بذلك”.
وتابع “الله كان معي”.
وعادة ما يكون الحج أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم، إذ شارك نحو 2,5 مليون شخص في العام 2019. ولكن بعد ظهور وباء كوفيد-19 في العام 2020، سُمح لبضعة آلاف من داخل المملكة بالمشاركة، وفي العام التالي ارتفع العدد إلى 60 ألفا فقط.
وقد تسبب منع الحجاج في الخارج من أداء المناسك في العامين الماضيين في خيبة أمل عميقة في صفوف المسلمين في جميع أنحاء العالم، والذين يدخرون عادة لسنوات للمشاركة في مواسم لحج.
الادخار للحج
يقول محمد إنه لم يصدّق عينيه عندما وصل إلى مكة، حيث حظي باستقبال حافل من قبل سكان المدينة.
ويوضح “بكيت عندما وصلت. إنه شعور لا يصدق”، مشيرا إلى انه تم نقل زوجته وابنتيه من المملكة المتحدة إلى السعودية جوا لمقابلته وأداء المناسك معًا هذا الأسبوع.
وكانت السعودية طلبت من الراغبين في أداء الفريضة في الكثير من الدول الغربية التقدم للحصول على تأشيرات عبر بوابة حكومية على الإنترنت، وهي خطوة تهدف إلى القضاء على وكالات السفر “المزيفة”.
وتم تطبيق النظام الجديد بالفعل في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأوروبا وأستراليا.
وفي السابق، كان بإمكان الحجاج التسجيل فقط عبر وكالات السفر التي تنظم رحلات الحج، وهو نظام أدّى في بعض الأحيان إلى عمليات احتيال، مع قيام “وكالات وهمية” بسرقة أموال الضحايا.
وعلى غرار محمد، أعرب الكثير من حجاج الخارج عن سعادتهم بقدرتهم على المشاركة في المناسك والتي تقتصر على المسلمين المطعمين الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا. ويتعين على الآتين من خارج المملكة تقديم نتيجة كوفيد-19 سلبية من اختبار تم إجراؤه خلال 72 ساعة من وقت السفر.
ومن بين هؤلاء المسلمة الروسية حليمة التي ظلت تدّخر المال لأداء فريضة الحج طوال 12 عاما. ويبلغ متوسط هذه التكلفة نحو 5 آلاف دولار للشخص الواحد.
وبعدما قرّرت اداء المناسك هذا العام مع والدها، شاركت قصّتها مع أصدقائها وحصلت على مساعدة مالية جعلتها تتقدم بطلب للحصول على الإذن.
وقالت متحدثة باللغة العربية لوكالة فرانس برس “المرأة التي ساعدتني طلبت مني الدعاء من أجل والدتها التي توفيت العام الماضي. حلمي أن أكون هنا وأنا أعيشه الآن”.