دراسة..المتفائلات هن الأطول عمرا من المتشائمات
كلما كانت مستويات التفاؤل أعلى كلما كانت فرص العيش لمدة أطول كبيرة ، هذا ما كشفته دراسة حديثة نُشرت في مجلة الجمعية لأميركية لطب الشيخوخة ، ربطت التفاؤل بطول العمر ، وقالت أن النساء الأكثر تفاؤلاً من المرجح أن يعشن حتى سن 90 وما فوق.
كشفت الدراسة عن فوائد التفاؤل التي يمكن أن تساعد الأشخاص من مختلف الأعراق والأجناس ومناحي الحياة على إيجاد طرق جديدة لتحسين صحتهم.
كما أظهرت الدراسات السابقة أن الأشخاص المتفائلين يميلون إلى السلوكيات الصحية، مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتناول وجبات مليئة بالفواكه والخضروات، وعدم التدخين، على هعكس الاشخاص المتشائمين.
قالت “هايامي كوجا” المؤلفة الرئيسية للدراية في بيان صحفي،: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن هناك قيمة للتركيز على العوامل النفسية الإيجابية، مثل التفاؤل، كطرق جديدة ممكنة لتعزيز طول العمر”.
كماأن أبحاثا سابقة أظهرت كذلك أن الضغط النفسي يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الصحة البدنية.
وتنص الجمعية الأميركية لعلم النفس أيضا على أن الإجهاد يؤثر على جميع أنظمة الجسم، إذ من الممكن أن يؤدي إلى توتر عضلي مزمن يقود إلى الصداع النصفي، ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم أو النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
دراسة جديدة شملت 160 ألف امرأة من أعراق وخلفيات مختلفة، كشفت أنّ مستويات التفاؤل الأعلى متّصلة بالحياة المديدة، وفرصة أكبر للعيش أكثر من 90 عامًا.
ووفق الدراسة المنشورة في Journal of the American Geriatrics Society الأربعاء، فإن عوامل نمط الحياة الصحية، مثل جودة النظام الغذائي، والنشاط البدني، ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، والتدخين، واستهلاك الكحول، شكّلت أقل من 25% من الأسباب التي تربط بين طول العمر والتفاؤل.
وأفاد هايامي كوغا، المؤلف الرئيسي للدراسة، وطالب ما بعد الدكتوراه بكلية تي إتش تشان للصحة العامة التابعة لجامعة هارفارد، أنّه “رغم أن التفاؤل نفسه قد يكون وليد عوامل هيكلية اجتماعية، إلا أنّ النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن فوائد التفاؤل على طول العمر قد تكون عابرة للمجموعات العرقية والإثنية”.
وأضاف كوغا: “قد يكون التفاؤل هدفًا مهمًا للتدخل من أجل حياة مديدة لدى مختلف المجموعات متنوعة”.
التفكير الإيجابي وطول العمر
هذه ليست الدراسات الأولى التي كشفت عن الرابط الوثيق بين طول العمر والنظرة الإيجابية للحياة. إذ خلصت دراسة وضعت عام 2019، إل أنّ الرجال والنساء على حد سواء الذين سُجّل لديهم أعلى مستويات التفاؤل بلغ متوسط عمرهم نسبةً تتراوح بين 11 و15٪، مقارنة مع الأشخاص الذين مارسوا القليل من التفكير الإيجابي. ورُجّح أن يعيش المتفائلون الذين سجلوا أعلى العلامات حتى سن 85 عامًا وما فوق.
ووجدت الدراسة أن النتائج أثبتت صحتها، حتى عند الأخذ بالاعتبار الحالة الاجتماعية، والاقتصادية، والظروف الصحية، والاكتئاب، والتدخين، والمشاركة الاجتماعية، وسوء التغذية، وتعاطي الكحول.
وقال الخبراء إنّ التفاؤل لا يعني تجاهل ضغوطات الحياة. لكن عندما يواجه المتفائلون أحداثًا سلبية، لن يلوموا أنفسهم على الأرجح، وسينظرون إلى المعوقات على أنها مؤقتة أو حتى إيجابية. ويعتقد المتفائلون أيضًا أن لديهم القدرة على تحديد مصيرهم، وفي وسعهم التمهيد لفرص جيدة قد تحدث في المستقبل.
وبيّنت الدراسات أنّه عندما تكون متفائلًا ينعكس ذلك تحسّنًا على صحتك أيضًا. إذ أظهرت الأبحاث السابقة صلة مباشرة بين التفاؤل والنظام الغذائي الصحي، وسلوكيات التمارين الرياضية، بالتوازي مع التمتع بصحة قلب أفضل، ونظام مناعي أقوى، وتحسين وظائف الرئتين، وتقليل مخاطر الوفيات، بالإضافة إلى أمور أخرى.
أنت أيضا.. يمكنك أن تصبح متفائلًا
وتوصلت دراسات أجريت على توائم إلى أنّ حوالي 25٪ فقط من تفاؤلنا مبرمج في جيناتنا. أما النسبة المتبقية فنحن من يتحكم بها وبكيفية استجابتنا لمعوقات الحياة. ففي حال كان توترك يزداد عند الاجهاد، لا تقلق، لأنه اتضح أنه يمكنك تدريب عقلك كي يكون أكثر إيجابية.
وإحدى أكثر الطرق فاعلية لزيادة التفاؤل تعرف بـ”أفضل شخصية ممكنة”، وفقًا لتحليل تلوي شمل الدراسات الحالية. في هذا التدخل، تتخيل نفسك تعيش في المستقبل، وقد حققت جميع أهداف حياتك، وحُلّت جميع مشاكلك.
ابدأ بتدوين التفاصيل التي أنجزتها لمدة 15 دقيقة، ثم تأمّل لخمس دقائق إضافية كيف يبدو هذا الأمر وانعكاسه على مشاعرك. وأثنى الخبراء على هذه الممارسة يوميًا لأنها قد تحسّن مشاعرك الإيجابية بشكل كبير.
هناك طريقة أخرى لتعزيز التفاؤل وهي الاحتفاظ بدفتر مذكرات لتدوين التجارب الإيجابية التي تختبرها خلال اليوم. ورأى الخبراء أنه بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي التركيز على الإيجابيات إلى إعادة تشكيل نظرتك للأمور.
إسوة بالتمارين الرياضية، تمارين التفاؤل، وفق الخبراء، تحتاج إلى ممارسة على نحو منتظم، للحفاظ على الدماغ بحالة جيدة.