دراسة علمية تؤكد : موقعك الجغرافي يؤثر على صحتك النفسية والجسدية

هل سمعت من قبل عن مؤشرات حول أكثر الدول سعادة وأكثرها تعاسة؟ هل يوجد بلد كامل يمكن الحكم عليه بأنه سعيد أو أغلبية مَن به سعداء، أو تعيس وأغلبية مَن به تعساء؟

نعم يمكن أن تتصف دولة كاملة بأنها أكثر سعادة، ومن الأسباب التي رصدها العلماء لحدوث هذا هو موقع هذه الدولة من خط الاستواء والمسافة التي تفصلها عنه.

فوفقاً لدراسة حديثة تم نشرها عام 2019 ترتبط الاختلافات المُناخية باختلاف درجة سعادتنا ومدى عدوانيتنا وطريقة تفكيرنا، فيمكن أن نكون أكثر عدوانية وتطرفاً لوجودنا في موقع مُعين من خط الاستواء، كما تختلف طريقة تفكيرنا وفقاً لاختلاف موقعنا منه أيضاً، كذلك يُمكن أن نُصاب بأمراض مناعية وفقاً لمكان تواجدنا من خط الاستواء، هنا سيُمكنك التعرّف على هذا الأمر أكثر.

تأثير القرب من خط الاستواء على المناخ والوقت 

تؤثر المسافة من خط الاستواء على مناخ المكان، وفقاً لموقع  ففي القطبين تصل الطاقة المستمدة من الشمس إلى سطح الأرض بزوايا منخفضة وتمر عبر طبقة أكثر سُمكاً من الغلاف الجوي، مُقارنةً بالخطوط الاستوائية، هذا يعني أن المناخ يُصبح أكثر برودة من خط الاستواء، تواجه الأقطاب أيضاً فروقاً كبيرة بين أطوال أيام الصيف والشتاء، ففي الصيف هناك فترة لا تغرب فيها الشمس عن القطبين، وعلى العكس من ذلك فإن القطبين أيضاً يُعانيان من ظلام دامس خلال فصل الشتاء.

المسافة من خط الاستواء والاختلافات المناخية تؤثر في أشكال تفكيرنا وسلوكياتنا 

ترتبط الاختلافات المناخية باختلاف سلوكياتنا، ودرجة السعادة والفردية والعدوانية، وحتى بمدى إصابتنا ببعض الأمراض، وفقاً للدراسة المنشورة بموقع Research Gateعام 2017.

في العقد الماضي، حقَّق علماء النفس قفزة مرحباً بها، حيث تجاوزوا التركيز الضيق على أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا في بحثهم، ليشمل أشخاصاً من جميع أنحاء العالم.

كان أحد الفوائد هو زيادة التبصر في التوزيع العالمي للميزات الثقافية، والاختلافات على مستوى المُجتمعات والدول في الظواهر النفسية مثل السعادة والفردية والعدوانية، ومعرفة قدر أكبر من المعلومات حول كيفية توزيع هذه الميزات عبر الأرض ستساعدنا على فهم جذور أوجه التشابه والاختلاف الثقافية على نحو أفضل.

الدلائل القوية في هذه النقطة هي الدراسات التي توضح أن البلدان تختلف اختلافاً كبيراً من حيث متوسط السعادة، والاكتشاف الإضافي بأن هذا النمط ليس شيئاً عشوائياً، وأنه يتحدد وفقاً للموقع الجغرافي، ففي كل من نصفي الكرة الشمالي والجنوبي، تكون السعادة أعلى في البلدان البعيدة عن خط الاستواء، مثل الدنمارك أو نيوزيلندا، من تلك القريبة منها مثل فيتنام وكمبوديا.

كذلك تظهر في بعض الدراسات أن العدوانية تنخفض، ويزداد الإبداع والرضا عن الحياة والاستقلالية الفردية كلما اقترب المرء من القطب الشمالي أو الجنوبي، وأنه كلما اقتربت من خط الاستواء، زاد احتمال ظهور السلوكيات العدوانية كذلك، فيتدخل مكان التواجد من خط الاستواء في أداء الإنسان في بعض الأمور الهامة، مثل انتشار العوامل المرضية وتوزيع الثروة الوطنية والكثافة السكانية، وعدم المساواة في الدخل، وهي أمور هامة ومحورية في تحديد مدى السعادة أو التعاسة لأفراد مجتمع ما أو سكان دولة ما.

المسافة من خط الاستواء والإصابة ببعض الأمراض

وفقاً للغارديان، تُشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في بلدان بعيدة عن خط الاستواء يصابون بأعراض التصلب المتعدد في سن مبكرة، ويُعتقد أن كلاً من العوامل الوراثية والبيئية وراء تطور مرض التصلب العصبي المتعدد، يقترح الباحثون أن هذا الارتباط قد يكون ناتجاً عن الاختلافات في مستويات أشعة الشمس، وبالتالي مستويات فيتامين (د)، التي يتم إنتاجها في الجلد عن طريق الأشعة فوق البنفسجية.

تأثير القرب من خط الاستواء على التفكير والصحة

تعتمد الدراسة المنشورة في مجلة جراحة الأعصاب والطب النفسي من قبل فريق دولي من الباحثين، على بيانات من أكثر من 22000 مريض مصاب بمرض التصلب العصبي المتعدد من 52 مركزاً صحياً في 21 دولة، تم جمعها كجزء من سجل دولي كبير، وقد كان متوسط العمر الذي بدأ فيه المرض 32.3 سنة.

ووجد الباحثون أن المرضى في البلدان التي لديها أدنى مستويات من الأشعة فوق البنفسجية قد ظهرت عليهم أعراض قبل عامين تقريباً من المرضى في البلدان ذات المستويات الأعلى من هذه الأشعة.

عن موقع عربي بوست

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى