رئيس البعثة المغربية لكأس العالم لأقل من 20 سنة يكشف كواليس “الملحمة التاريخية” في الشيلي – RFC
رئيس البعثة المغربية لكأس العالم لأقل من 20 سنة يكشف كواليس "الملحمة التاريخية" في الشيلي - RFC
أوضح عبد اللطيف المقترض، رئيس البعثة المغربية المتوجة ببطولة كأس العالم لكرة القدم لأقل من 20 سنة في الشيلي، خفايا هذا الإنجاز التاريخي. وأكد المقترض، الذي يشغل أيضاً رئاسة نادي الدفاع الحسني الجديدي، أن التتويج جاء نتيجة عمل منظم وجهد متواصل على مدى سنوات.
وأشار إلى أن الرؤية الملكية السامية كانت حجر الأساس لهذا النجاح، مع التركيز على الشباب والرياضة وكرة القدم، تجسدت من خلال إنشاء أكاديمية محمد السادس وتطوير البنية التحتية. وأضاف أن هذا المسار بدأ فعلياً منذ مناظرة الصخيرات، مؤكداً أن استراتيجية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تحت قيادة فوزي القجع لعبت دوراً محورياً، مع متابعة دقيقة لكافة مراحل العمل.
ترسيخ عقلية الانتصار والاعتماد على الأطر الوطنية
أكد المقترض على ترسيخ “عقلية الفوز” داخل الأوساط الرياضية المغربية، موضحاً أن الهدف أصبح التتويج بالألقاب لكل من يمثل القميص الوطني. ولفت إلى أن هذا التحول الثقافي دفع اللاعبين المحترفين في أوروبا لاختيار الدفاع عن ألوان المغرب، مؤكداً تصريح القجع بأن “المغرب ليس قابلاً للتفاوض”.
وبخصوص التأطير الفني، صرح رئيس البعثة أن الغالبية العظمى من الأطر التدريبية وطنية، حيث تم تكوينها ضمن الإدارة التقنية التابعة للجامعة، ما يعكس اعتماد المنتخبات الوطنية على “منتوج مغربي خالص”.
تفاصيل المسار الاحترافي للمنتخب
استعرض المقترض صعوبة رحلة “أسود الأطلس” في كأس العالم، مبيناً أن القرعة وضعت الفريق في مواجهة أبطال سابقين مثل إسبانيا والبرازيل وكوريا. وأوضح أن الهدف الأولي كان تجاوز مرحلة المجموعات لتخفيف الضغط عن اللاعبين تدريجياً.
تميز العمل الفني بالاحترافية، حيث ضم الطاقم الفني محللين للفيديو، ومسؤولين عن الضربات الثابتة، ومعدين بدنيين، جميعهم عملوا بتناغم كبير. وأشاد المقترض بالأخلاق العالية والروح الجماعية بين اللاعبين، مؤكداً أنهم كانوا “أفضل سفراء” للمغرب.
الدور الدبلوماسي لسفارة المغرب في الشيلي
أشاد رئيس البعثة بالجهود الكبيرة التي قامت بها السفارة المغربية في سانتياغو، بقيادة السفيرة لالة كنزه الغالي، موضحاً أنها كانت “بيتاً مفتوحاً” لدعم البعثة والمغاربة هناك.
وأوضحت السفيرة الغالي التحديات اللوجستية، خصوصاً تأمين تذاكر الجماهير المغربية وسط طلب كبير واهتمام أمني من السلطات الشيلية، مؤكدة أن التنسيق المكثف مع وزيري الداخلية والخارجية الشيلية أسفر عن منح رخص استثنائية لدخول المشجعين، الذين أظهروا انضباطاً كبيراً ورفعوا صورة المغرب عالياً.
كلمة القجع والحافز الملكي
تطرق المقترض إلى اللحظات الأخيرة قبل المباراة النهائية، مشيداً بحضور فوزي القجع ووزير الخارجية ناصر بوريطة، ووصف كلمة القجع بأنها “مؤثرة وموزونة”، داعياً اللاعبين للقتال والحفاظ على اللقب. وأكد أن الاستقبال الملكي كان الحلم الأسمى للاعبين، وسيبقى ذكره خالداً في ذاكرتهم.
آفاق مستقبلية واستعداد لمونديال 2030
أكد المقترض أن المغرب سيستضيف تظاهرات دولية كبرى مثل كأس إفريقيا وكأس العالم 2030، موضحاً أن نجاحها يتطلب مشاركة جماعية من المواطنين والمؤسسات، وأن كرة القدم أصبحت صناعة لها أبعاد اقتصادية وسياحية، فيما البنية التحتية الجديدة تمثل إرثاً للأجيال القادمة.
وفيما يخص ناديه الدفاع الحسني الجديدي، أشار إلى خفض متوسط أعمار اللاعبين والتركيز على التكوين، مع تحويل النادي إلى شركة رياضية مفتوحة للشركاء، بهدف المنافسة على المراتب الأولى في القسم الأول.



