رئيس حزب بلجيكي يتقدم بمقترح للاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء

أعلن جورج-لويس بوشيز، زعيم حزب حركة الإصلاح البلجيكي، اليوم الأربعاء، عن تقديمه مشروع قانون داخل البرلمان البلجيكي يهدف إلى الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.

واعتبر بوشيز هذه الخطوة تطورًا هامًا في مسار العلاقات المغربية البلجيكية، ورأى فيها فرصة لترسيخ أواصر الصداقة، مع التركيز على كسب دعم شريحة كبيرة من المواطنين البلجيكيين الحاملين للجنسية المزدوجة.

وتندرج هذه المبادرة ضمن سياق تعميق التعاون الثنائي بين الرباط وبروكسل، في مجالات الأمن، الاقتصاد، والطاقة، حيث يرى بوشيز أن هذا المسار يمثل بوابة استراتيجية لتعزيز الحضور الانتخابي لحزبه بين أوساط الجالية ذات الأصول المغربية.

وكان رئيس الحزب قد زار مدينة تطوان خلال عطلة نهاية الأسبوع، بدعوة من رجال أعمال بلجيكيين لحضور ملتقى اقتصادي، ثم انتقل إلى العاصمة الرباط حيث عقد لقاءً مع وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي، مما أضفى طابعًا رسميًا على الزيارة.

وفي شريط مصوّر بُث يوم الأربعاء، أعلن بوشيز رسميًا عن مبادرته البرلمانية، والتي تتضمن دعم مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط كحل للنزاع في الصحراء.

وفي تغطيتها للخبر، خصصت صحيفة  لا ليبر بلجيك  مقالاً في عددها ليوم 14 ماي، تناولت فيه هذه التحركات التي تهدف، وفق تعبيرها، إلى “كسب تأييد الناخبين البلجيكيين من أصل مغربي”، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة تعتبر المنطقة المعنية “إقليماً غير متمتع بالحكم الذاتي” حتى الآن.

وأكد بوشيز في تصريحاته أنه سبق له زيارة مدينتي الداخلة والعيون، قائلاً إن “الوضع الحالي يثبت أن المغرب يدير المنطقة بشكل مشروع وفعّال”، مشددًا على أهمية هذه المبادرة لحشد دعم أطياف سياسية مختلفة في بلجيكا، رغم التحفظات المحتملة من بعض الدول المجاورة.

 دعم الجالية المزدوجة وخلق توازن سياسي 

وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الإصلاح الليبرالي حافظ على علاقة وثيقة مع المغرب، خاصة بالنظر إلى الأهمية العددية للمواطنين البلجيكيين من أصول مغربية. ففي عام 2023، قام وفد من خمسة نواب من الحزب بزيارة رسمية للمغرب لتعزيز الروابط الثنائية.

ويسعى بوشيز من خلال هذه التحركات إلى نسج تحالفات جديدة مع أحزاب يمين الوسط، لمواجهة المد المتصاعد لليسار، ولضمان قاعدة انتخابية متماسكة من مزدوجي الجنسية، بل وتشجيع مشاركة هذه الفئة في الحياة السياسية.

غير أن أحزاب اليسار والوسط تمكنت خلال السنوات الأخيرة من دمج عدد متزايد من المرشحين مزدوجي الجنسية، كما يظهر في لوائح الحزب الاشتراكي والحزب العمالي البلجيكيين.

ويبدو أن بوشيز، من خلال إثارة ملف الصحراء، يحاول تحسين صورته داخل أوساط الجالية المغربية في بلجيكا، خاصة بعد تعرضه لانتقادات بسبب تصريحات سابقة اعتبرها البعض مسيئة، حين تحدث عن امتلاك بعض أفراد الجالية لمنازل في المغرب مع استفادتهم من إعانات اجتماعية في بلجيكا.