ربيع الكتاب والفنون يقص شريط دورته الـ24 بطنجة

إفتتحت أمس الخميس بقصر المؤسسات الإيطالية بمدينة طنجة فعاليات الدورة الرابعة والعشرين من ربيع الكتاب والفنون، بمشاركة جمهور من الكتاب والفنانين والشعراء والأكاديميين والناشرين المغاربة والأجانب.

وفي كلمة له في حفل الافتتاح، أكد القنصل العام لفرنسا بطنجة، فيليب تروكيه، أن هذا الحدث الثقافي يأتي بعد عامين من الإنقطاع بسبب تداعيات وباء “كوفيد -19″، ومع بداية فصل الربيع وعودة الأيام الجميلة، مشيرا إلى أهمية إحياء هذه اللحظة العظيمة من التبادلات واللقاءات في مدينة طنجة العالمية.

وقال الدبلوماسي الفرنسي أن المعرض مناسبة “لإفساح المجال للثقافة، ولذة الإلتقاء، ومناقشة وتقابل المبدعين من مختلف المشارب والكتاب والشعراء من ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وإفساح المجال أيضا للموسيقى التي توحد الشعوب وتسحر حياتنا وعقولنا”، موجها الشكر لكل المتدخلين، وعلى رأسهم السلطات المغربية، الذين لم يدخروا أي جهد لضمان إحياء هذه التظاهرة الثقافية وإضاءة لؤلؤة مضيق جبل طارق.

من جانبها، أبرزت مديرة المعهد الفرنسي بالمغرب كليليا شيفريير كالاسكو أن هذا الحدث الأدبي، الذي شجع دائما منذ إنشائه في عام 1996 على التبادل بين الكتاب من كلا ضفتي البحر الأبيض المتوسط​​، قد تمكن مع مرور الوقت من تحقيق الاندماج الكامل في المشهد الثقافي لطنجة، موجهة الشكر لجميع الشركاء والمؤلفين والناشرين والفنانين وجميع الفعاليات الثقافية، الذين تجاوبوا مع دعوة المهرجان الرائع للفنون والكتب، وجعلوه ممكنا.

وقالت شيفرييه كالاكو “وفاء لروح الحوار بين الفنون، فإن هذه النسخة، الموسومة تحت شعار الروابط الجوهرية التي توحد الأدب والموسيقى، ستشكل فضاء  للقاءات والاكتشافات والتجارب والتبادلات، مع أكثر من ثلاثين ضيفا من الأدباء والمؤلفين والكتاب والشعراء والفنانين التشكيليين والموسيقيين”، مشيرة إلى أن برنامج هذه الدورة ركز على الجسور العديدة التي تربط بين مختلف أنواع الإبداع ويميز الإبداع الفني اليوم.

وأضافت أن هذه التظاهرة الثقافية تهدف إلى الترويج للكتب والفنون، والمساهمة في توزيع أفضل للمعرفة واللغات والمصنفات، إيمانا منها بأن هذا الانتقال ضروري للتنوع الثقافي والتبادل والانفتاح على العالم، خاصة وأن الكتاب لا يزال يعد أداة للحوار بين الثقافات والتبادلات الدائمة.

وتابعت أنه على الركح وخشبة العرض، عبر التناظر أو القراءة، سيكون الاحتفاء بالفنون والموسيقى حاضرا في قصر المؤسسات الإيطالية، ولكن أيضا في قلب مدينة طنجة وفي المؤسسات التعليمية، وذلك بفضل التعاون مع الهياكل التربوية، وبالدرجة الأولى مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لطنجة-تطوان-الحسيمة، مشيرة إلى أن الحدث الثقافي يروم أيضا بلوغ من هم أبعد ما يكون عن الثقافة، بحيث يتم إجراء حوار بين الفنون والثقافات يتأتى للجميع.

من جهته، أكد مدير المعهد الفرنسي بطنجة وتطوان أوليفييه غالان، أن ربيع الكتاب والفنون يعود بعد عامين من الإغلاق القسري بسبب وباء “كوفيد -19” بنسخة جديدة مخصصة للأدب والموسيقى، معتبرا أن هذا المهرجان الثقافي هو وقت للترويح عن النفس والتأمل، ولحظة متعة يتشاركها أكبر عدد ممكن من الناس.

وفي إشارة إلى موضوع الدورة، أوضح السيد غالان أن الأدب يجعل التلاقح ممكنا ويقرب وجهات النظر ويمكن من  الحلم أو حتى التعرف على أنفسنا، مضيفا “رغبتنا كانت ربط الواقع بفن متداول ومستهلك يوميا ألا وهو فن الموسيقى، التي تعزز العلاقات التي تتجاوز الكلمات”.

وأكد المسؤول أن هذا الحدث الثقافي الذي يستمر ثلاثة أيام سيتميز بتنظيم تسع موائد مستديرة حتى يتمكن كل متحدث من التعبير عن وجهة نظره ومقاربته حول الموضوع، ولكن أيضا التبادل والتحاور مع زملائه ومع الجمهور، مضيفا “نحن نعمل كذلك على استقطاب اهتمام الشباب واليافعين من المدارس والطلبة، بفضل برامج نوعية تستهدف الشريحة المعنية طيلة الأسبوع”.

أما رئيس جمعية طنجة الجهة للعمل الثقافي العربي الرميقي، فأشار إلى أن هذا اللقاء الثقافي السنوي الاستثنائي ما زال وفيا لروحه، يهدف إلى أن يكون مهرجانا فنيا وأدبيا حقيقيا، لا يزال يشكل فضاء للتبادل واللقاءات وكذلك للاكتشافات.

ويتضمن برنامج التظاهرة موائد مستديرة تلامس مواضيع متعددة منها  “الشعر والموسيقى: حوار بين الشعراء”، “الموسيقى والقصص المصورة: الرسوم الهزلية تستحضر الفن السادس”، “مغني الراب والمغامرين ، شعراء اليوم”، “الموسيقى، بين الذاكرة و التراث”، “الأدب والموسيقى: كتاب تحت التأثير”، “ثراء الموسيقى المغربية”، “طنجة مفترق طرق التأثيرات الأدبية والموسيقية: موسيقى الجاز، غناوة والموسيقى العربية الأندلسية”، “الموسيقى والأدب” و”ناس الغييوان رولينج ستونز المغرب”، لقاء مع خوان خوسيه تليث، ندوة حول “موسيقى العالم العربي : مختارات من 100 فنان”، وحفلات موسيقية متنوعة.

م.ب/ ومع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى