رشيد الوالي يعرض فيلمه الروائي الطويل “الطابع” في ستراسبورغ
تم، مساء أمس الأربعاء، عرض الفيلم الروائي “الطابع”، في إطار التظاهرة الثقافية “الأسابيع المغربية في ستراسبورغ”، وذلك بحضور مخرجه رشيد الوالي.
ويتناول الشريط السينمائي الطويل “الطابع”، الذي يعد العمل الروائي الثالث لرشيد الوالي، قضية الهجرة مع تساؤلات حول الأواصر العائلية وواجب الذاكرة والصفح والاعتراف.
ويكشف الفيلم (95 دقيقة)، القصة المؤثرة لإصرار العربي، عامل المناجم المغربي السابق، الذي استقر في فرنسا لأكثر من أربعة عقود، لكن رغبته الكبيرة هي العودة إلى وطنه لي دفن بالقرب من قبر زوجته عزيزة، بعد تلقيه النبأ المفجع عن مرضها العضال.
ويسلط هذا الفيلم، الذي تدور أحداثه في منطقة سيت بفرنسا قبل أن ينتقل إلى مدن وجدة وجرادة وعين بني مطهر وفكيك، الضوء بشكل رائع على ثراء الثقافة الإنسانية والتقاليد العريقة والمناظر الطبيعية الخلابة لجهة الشرق، وذلك مع المزج ببراعة بين عناصر الدراما والكوميديا في أجواء سينمائية آسرة.
وبالإضافة إلى ذلك، ينسج هذا العمل الكوميدي صورة صادقة ومؤثرة للصداقة بين بطلي الفيلم، العربي وموتشو، اللذين يخوضان مغامرات تارة درامية وتارة أخرى مشبعة بالفكاهة خلال رحلتهما من فرنسا إلى فكيك.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح رشيد الوالي أن الفيلم، من خلال مزجه الفريد بين الكوميديا والتراجيديا، بين الغضب والفرح، والحياة والموت، والامتنان والجحود، يسعى إلى مساءلة المشاعر الإنسانية بكل تعقيداتها.
وتابع قائلا “هذا عمل شخصي، وهو يعكس علاقتي الخاصة بالحياة، بعبثيتها وجمالها. إنه استكشاف لمفارقات وجودنا اليومي، حيث تتعايش لحظات النور والظلام باستمرار. وكمخرج، أردت أن أصنع عملا يتحدى التقاليد، ويجعل الناس يضحكون بينما يلامس الجوانب الأكثر عمقا ومأساوية في الحياة الإنسانية”.
أما عن مدينة فجيج الأسطورية التي قدمت مشاهدها ومناظرها الطبيعية الخلابة “الأرض الحمراء” لتصوير الفيلم، فقد أشار إلى أنها كانت مصدر إلهام وتأثير في الاختيارات البصرية، لافتا إلى أن التحدي كان يتمثل في التقاط هذه الثنائية بين الخفة والجدية، مع الحفاظ على روح القصة.
وأضاف “أردت أن لا تخدم الصورة القصة فحسب، بل أيضا المشاعر الخام التي يسعى كل مشهد إلى نقلها، مسجلا أن “هناك بحث مستمر عن التوازن بين الجماليات والمعنى”.
ولم يفت رشيد الوالي التذكير بأن تصوير الفيلم تطلب دقة عالية، من مدينة سيت إلى فجيج، مرورا بالناظور ووجدة، خاصة في التوفيق بين مشاهد مضيئة وأخرى مظلمة، وهو ما يتطلب عناية خاصة بالتفاصيل.
وأردف بالقول “لكن هذا النوع من التحديات هو ما يجعل عملية الإبداع غنية للغاية”. وكشف رشيد الوالي الذي اعتاد أن يكون أمام الكاميرا كممثل، أنه يعمل على مشروع طموح آخر سيرى النور قريبا، وهو فيلمه الطويل الرابع الذي يحمل عنوان “سجينة للبيع”.
وقال “لقد منحني دور المخرج منظورا جديدا. إنه تحد جديد بالنسبة لي، لأنك يجب أن تكون مبدعا وعمليا في الوقت نفسه، فنانا وقائدا في آن واحد”، مشيرا إلى أن الإخراج، وإدارة الممثلين، وتأطير العمل… كل هذا يتطلب تركيزا شديدا، ولكنه يستوجب أيضا قدرة كبيرة على التكيف”.
وخلص إلى القول إنه “عمل متوازن علمني الكثير وأتمنى أن ينعكس ذلك على أعمالي القادمة”.
وع رض فيلم “الطابع” بحضور شخصيات من خلفيات مختلفة وأفراد من الجالية المغربية المقيمة في العاصمة الألزاسية أعقبه نقاش مفتوح مع المخرج.
وتعد تظاهرة الأسابيع المغربية في ستراسبورغ، (14 أكتوبر إلى 11 دجنبر) حدثا ثقافيا بارزا يروج لغنى وتنوع التراث الثقافي للمملكة بكل روافده، بدءا من تاريخ الفن والموسيقى التقليدية، بما في ذلك الملحون وكناوة، مرورا بالصناعة التقليدية والإبداع الأدبي والسينما.
وتسلط هذه التظاهرة الثقافية،المنظمة بشكل مشترك بين القنصلية العامة للمغرب في ستراسبورغ و”الرابطة الفرنسية ستراسبورغ-أوروبا” تحت شعار “طرف من الآخر”، الضوء على العروض الفنية لثلة من الفنانين المغاربة، بمن فيهم فنانون من الجالية المغربية المقيمة في منطقة “كراند إيست” بفرنسا.
ويشمل البرنامج، الذي تم إعداده لهذه الفعالية، تنظيم معرض “مقومات النشوة الروحانية.. متخيلات كناوة” للفنانة المغربية سعاد الميسور، و ندوة”كناوة في مفترق المتخيلات”، فضلا عن حفلات موسيقية تشمل على الموسيقى العربية الأندلسية (الألة) واليهودية العربية (المطروز) وكناوة مع المعلم حميد الدكاكي.
ومع