شهادات مسربة للويس إنريكي وإرنستو فالفيردي تعيد إشعال ملف نيجريرا داخل برشلونة
شهادات مسربة للويس إنريكي وإرنستو فالفيردي تعيد إشعال ملف نيجريرا داخل برشلونة

تواصل قضية “نيجريرا” إثارة الجدل داخل الأوساط الكروية الإسبانية، بعدما كشفت تسريبات صوتية جديدة عن مضمون الشهادات التي أدلى بها رئيس نادي برشلونة، خوان لابورتا، إلى جانب المدربين السابقين للفريق لويس إنريكي وإرنستو فالفيردي، أمام الجهات المختصة المكلفة بالتحقيق.
ووفق ما بثته إذاعة “كادينا سير” الإسبانية، فقد أظهرت التسجيلات الصوتية توافقا لافتا في أقوال المدربين السابقين للبارسا، حيث أكد كل من لويس إنريكي وإرنستو فالفيردي عدم علمهما بوجود أي تقارير تحكيمية داخل النادي، أو بأي علاقة مباشرة بين برشلونة وماريا إنريكيز نيجريرا، النائب السابق لرئيس اللجنة الفنية للحكام، خلال فترة إشرافهما على الفريق الأول.
وشدد لويس إنريكي، في شهادته، على أنه لم يلتق بنيجريرا الأب أو ابنه في أي وقت، ولم يعرض عليه، لا بشكل شخصي ولا عبر طاقمه التقني، أي نوع من التقارير المرتبطة بالحكام أو تقييماتهم، مؤكدا أن العمل الفني داخل الفريق كان مستقلا تماما عن أي قنوات خارجية من هذا النوع.
من جهته، أوضح إرنستو فالفيردي أنه يدرك لجوء بعض الأندية الإسبانية إلى مستشارين تحكيميين، مستشهدا بتجربة نادي أتلتيك بيلباو، غير أنه نفى بشكل قاطع أن يكون قد تم إخباره بوجود مثل هذه الممارسات داخل برشلونة، أو أن تسلم وثائق أو تحليلات تخص الحكام أثناء فترته مع النادي الكتالوني.
وأضاف فالفيردي أنه لم يعتمد في مسيرته التدريبية على هذا النوع من التقارير، موضحا أنه حتى بعد عودته إلى بيلباو، لا يتابع بشكل مباشر هذه الملفات، رغم علمه بأن بعض مساعديه يتعاملون معها، مؤكدا أنه سبق أن سأل عن الأمر خلال فترة عمله في برشلونة وتلقى جوابا بالنفي.
أما رئيس برشلونة، خوان لابورتا، فقد دافع خلال شهادته عن المدفوعات المالية التي حولت إلى شركات مرتبطة بنيجريرا، معتبرا أنها تعود إلى قرارات اتخذتها إدارات سابقة، وأنه تم الاستمرار فيها بناء على قناعة داخل الإدارة الرياضية بأنها خدمات استشارية مفيدة للنادي.
وأوضح لابورتا أن هذه المعاملات لم تنطلق خلال ولايته، بل كانت “موروثة” عن مراحل سابقة، مشيرا إلى أنه تلقى معلومات تفيد بوجود استشارات تقنية مرتبطة بالتحكيم، وتم اعتبار استمرارها خيارا مناسبا في ذلك الوقت، دون أن يكون على علم مباشر بتفاصيل الأشخاص المنخرطين فيها.
وفي هذا السياق، أشار رئيس النادي الكتالوني إلى أنه كان يعتقد أن التقارير التحليلية كانت تنجز من طرف نجل نيجريرا، وهي نقطة تتناقض مع تصريحات هذا الأخير، الذي نفى سابقا أي دور له في إعداد مثل هذه الوثائق، ما يزيد من تعقيد مسار التحقيق ويطرح تساؤلات إضافية حول طبيعة الخدمات المقدمة فعليا.
وجدد لابورتا التأكيد على أن برشلونة لم يسع يوما إلى التأثير على نزاهة المنافسة أو التلاعب بنتائج المباريات، معتبرا أن القضية تستغل لتشويه صورة النادي والتقليل من قيمة إنجازاته، خاصة في فترة يشهد فيها الفريق عودة قوية إلى منصات التتويج.
واعتبر رئيس برشلونة أن ما يحدث يدخل في إطار “حملة منظمة” تستهدف المساس بسمعة النادي الكتالوني، الذي أصبح خلال السنوات الماضية نموذجا عالميا في كرة القدم، مؤكدا ثقته في أن مسار العدالة سيكشف حقيقة الوقائع ويبرئ المؤسسة من أي نية للإخلال بمبادئ المنافسة الشريفة.
وتبقى قضية نيجريرا واحدة من أكثر الملفات تعقيدا في تاريخ الكرة الإسبانية الحديث، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات القضائية من معطيات جديدة قد تعيد رسم ملامح هذا الجدل الذي يلقي بظلاله على الكرة الإسبانية برمتها.



