صحيفة فرنسية: المغرب يخطو بثبات نحو ريادة الذكاء الاصطناعي

صحيفة فرنسية: المغرب يخطو بثبات نحو ريادة الذكاء الاصطناعي عبر أول مناظرة وطنية واستراتيجية شاملة تستشرف المستقبل

لفتت الصحافة الفرنسية والدولية الأنظار إلى الزخم المتصاعد الذي يشهده المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث خصصت صحيفة La Tribune الفرنسية تقريرًا مطولًا، بتاريخ 7 يوليوز 2025، ركز على المناظرة الوطنية الأولى التي أطلقتها المملكة، بمشاركة ممثلين من مختلف القطاعات، في خطوة تهدف إلى بلورة رؤية وطنية شاملة تراعي التحولات العالمية وتنسجم مع الهوية المغربية.

وذكرت الصحيفة أن المغرب لا يسعى فقط إلى استخدام التكنولوجيا بوعي، بل يطمح إلى بناء منظومة مسؤولة ومتكاملة للذكاء الاصطناعي، منفتحة على القوانين الأوروبية والأمريكية ذات الصلة.

وفي هذا الصدد، أوردت تصريحًا للوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، أكدت فيه على أهمية إشراك جميع فئات المجتمع في إعداد خارطة الطريق، موضحة أن “المغاربة بطبيعتهم شغوفون بالعلوم والتكنولوجيا، ولهذا من الضروري إشراكهم في صياغة التوجهات المقبلة”.

السغروشني: العنصر البشري أساس تطوير الذكاء الاصطناعي بالمغرب - مدار21

وأبرزت السغروشني، التي تشرف على تنفيذ استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، أن اللقاءات التشاورية أفضت إلى تحديد أولويات تشمل التعليم، الإدماج الرقمي، التكوين المهني، البحث العلمي، التحول الطاقي، ودعم المقاولات الناشئة.

كما تم إدراج الرياضة ضمن محاور الاستراتيجية، تزامنًا مع استعدادات المملكة لاحتضان كأس إفريقيا وكأس العالم 2030.

وأشارت الصحيفة إلى توقيع المغرب اتفاقية مع شركة “Current IA” لتعزيز ذكاء اصطناعي أخلاقي وآمن وشامل، في مجالات مثل الصحة، التنوع اللغوي والحكامة، سواء داخل المغرب أو على مستوى القارة الإفريقية. وأوضحت السغروشني أن من بين أهداف هذه الشراكات، ملاءمة التشريعات المغربية مع نظيرتها في أوروبا وأمريكا.

وفي تصريح للصحيفة ذاتها، اعتبر المدير التنفيذي لـ”AI Collaborative”، مارتن تيسني، أن أمام المغرب فرصة فريدة لسلوك مسار مغاير، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يشكل رافعة للنموذج الاقتصادي الجديد، خاصة وأن الاتحاد الأوروبي استثمر مؤخرا أكثر من مليار دولار في هذا المجال.

كما توقفت الصحيفة عند الحركية المتسارعة في القطاع الخاص، مشيرة إلى شراكة شركة HPS المغربية مع شركة “Enigma” التكنولوجية، إلى جانب الارتفاع الملحوظ في عدد المقاولات الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.

وتطرق التقرير إلى العنصر البشري، مشيدًا بمستوى الكفاءات المغربية، حيث ارتفع عدد الطلبة المغاربة المقبولين بمدرسة البوليتكنيك في باريس إلى 50 طالبا هذا العام، مقارنة بـ40 في العام الماضي. كما كشفت السغروشني عن تواصل مستمر مع كفاءات مغربية مقيمة بالخارج، لا سيما في دبي وأبوظبي ووادي السيليكون، أبدى العديد منهم استعدادهم للمساهمة في تنفيذ الاستراتيجية.

من جهتها، أكدت صحيفة African Business في تقرير صادر في نفس اليوم، أن المغرب يطمح إلى بناء مستقبل رقمي قوي من خلال استراتيجية “المغرب الرقمي 2030”، التي أعلن عنها في شتنبر الماضي بالعاصمة الرباط، بهدف رقمنة واسعة للخدمات العمومية، وجعل المملكة مركزًا تكنولوجيًا إفريقيًا، عبر جذب استثمارات أجنبية وتقوية منظومة الشركات الناشئة.

ووفق التقرير، فإن الوزيرة أمل الفلاح السغروشني، التي كانت سابقًا رئيسة للمركز الدولي المغربي للذكاء الاصطناعي، تم تعيينها في أكتوبر الماضي وزيرة للتحول الرقمي، بمهمة محورية تتمثل في وضع الذكاء الاصطناعي في صلب خطة النمو الرقمي.

وأكدت الوزيرة أن المغرب يسعى لتحقيق هدفين أساسيين: انتقال رقمي ناجح وإصلاح إداري جذري، معتبرة أن الذكاء الاصطناعي يمثل ركيزة لتحقيق ذلك، خاصة في ظل تحديات كارتفاع الأمية، التي يمكن تجاوزها عبر الاعتماد على تقنيات مثل الرسائل الصوتية لتيسير التفاعل مع الإدارة.

كما شددت السغروشني على أهمية البعد الثقافي في الاستراتيجية، معلنة عن اتفاقية مع المكتبة الوطنية المغربية لرقمنة التراث الشفهي المغربي.

وبخصوص التحديات، أشارت إلى ضرورة تقوية البنية التحتية، معلنة عن مشاريع لإنشاء مراكز بيانات كبرى في طنجة، بنجرير والداخلة، إلى جانب محادثات مع شركات كبرى كـ”Oracle” و”Lloyds Capital”، وتفاوض متقدم مع المفوضية الأوروبية لإنشاء مصنع للذكاء الاصطناعي بالمغرب.

وأكدت السغروشني أن المغرب يطمح لتوفير 2 إلى 3% من سعة مراكز البيانات العالمية، رغم أن القارة الإفريقية لا تتجاوز 1% حاليًا، مع التركيز على استقطاب الكفاءات الرقمية من أبناء الجالية المغربية.

وفي ختام حديثها، أعربت الوزيرة عن ثقتها في قدرة المغرب على تقديم نموذج ناجح على مستوى استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية، سواء داخل إفريقيا أو خارجها، مستفيدا من استقراره السياسي والدعم الحكومي المتواصل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

راديو بلوس الدارالبيضاء

|

راديو بلوس أكادير​

راديو بلوس الدارالبيضاء​

|

راديو بلوس أكادير​