طلبة مغاربة يقترحون ثلاثة إختراعات لمواجهة “كورونا”
أعلنت المدرسة المغربية لعلوم المهندس، أمس الأربعاء، أن طلبتها تمكنوا من تقديم ثلاثة اختراعات علمية طبية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، تم اختيارها من بين أفضل عشرة ابتكارات أخرى شاركت في أول هاكاثون نظم عن بعد في المغرب.
وأوضحت المدرسة، في بلاغ لها، أن هذه الاختراعات تجسد انخراط طلبة المدرسة المغربية لعلوم المهندس في الجهود الوطنية المبذولة من أجل التصدي لفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وتداعياته التي جعلت المغرب يواجه حاليا وضعا صحيا صعبا.
وأضافت أن الابتكار الأول، الذي قدم في هذا الهاكاثون المنظم من طرف (H&P) و (Lafactory)، بالتعاون مع الجامعات المغربية والمدرسة المغربية لعلوم المهندس نهاية الأسبوع الماضي، هو عبارة عن طائرة “درون” للكشف عن المرض، ويهم نشر طائرات بدون طيار تكون قادرة على المساعدة في الكشف عن الأمراض، وخاصة فيروس كورونا، حيث ستزود الطائرة بالأجهزة اللازمة للقيام باختبار المسحة الأنفية، التي تعتبر الخطوة الأكثر خطورة في الكشف، لأن المريض يبدأ بالعطس أثناء هذه العملية، والتي تتطلب أقصى قدر من الحماية للطبيب.
وموازاة مع ذلك، تم إحداث تطبيق محمول يسمح بالاتصال بين الأطباء والمرضى، ويسمح للمرضى بالتحقق من الأعراض التي يعانون منها وملء البيانات الشخصية التي سيرسلونها إلى الطبيب، ليقرر ما إذا كان هذا الشخص بحاجة إلى أخذ هذه العينة أم لا.
بالإضافة إلى ذلك، فبمجرد وصول الطائرة بدون طيار إلى المريض، سيسمح التطبيق للأخير أن يكون قادرا على اتباع تعليمات واضحة ودقيقة، خطوة بخطوة، لتنفيذ عملية أخذ العينات هذه.
وستتضمن العبوة التي ستنقلها الطائرة “جل كحولي مائي” وقفازات، كلاهما للاستخدام الفردي، والتي سيتم التخلص منها لاحقا بعد نقل تلك العينة التي ستكون في كيس معقم، وستخضع الطائرة إلى التعقيم بمجرد عودتها.
أما الابتكار الثاني، فيخص “نظام التنفس الرقمي الذكي”، إذ تمكن فريق طلبة المدرسة المغربية لعلوم المهندس من الاستجابة لحاجة عالمية اليوم مع هذه الوضعية الصحية الحرجة بسبب انتشار فيروس كورونا، من خلال ابتكار هذا النظام.
ويتوخى الطلبة عبر هذا الابتكار التمكن من توصيل حالة المريض إلى القسم المعني لتجنب أي نوع من الاتصال المباشر لضمان المتابعة (التدفق والضغط والتردد)، وإقامة نظام تنبيه في المستشفى خاص بالمواقف الحرجة، مع استخدام مواد بلاستيكية معتمدة لتصميم أدوات الجهاز، وبطاقة إلكترونية لإدارة النظام بما في ذلك تنظيم الضغط (يهدف إلى تسهيل التحكم من خلال التحكم في التدفق وضغط جهاز التنفس الصناعي)، بالإضافة إلى أدوات لمشاركة النظام نفسه مع العديد من المرضى.
في حين يخص الابتكار الثالث “الوصفة الطبية الالكترونية”، وهو عبارة عن تطبيق محمول على شكل منصة قابلة للمشاركة، تسمح للطبيب بإنشاء وصفات طبية والتحقق منها، حتى يتمكن المريض من استلام أدويته من الصيدلية.
وتعتمد هذه العملية على رقمنة الوصفات الطبية، وإرسالها إلى أي صيدلية للحصول على الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المعالج.
وسيتم تحديد المريض برمز الاستجابة السريعة لاسترداد الأدوية دون الاتصال المباشر، خاصة في الأوبئة والمواقف الحرجة.
ويضمن التطبيق بشكل خاص أمن البيانات الطبية والتتبع، بالإضافة إلى تاريخ الوصفات الطبية لرصد المرضى.
وأشارت المدرسة المغربية لعلوم المهندس، في البلاغ ذاته، إلى أن هذا الهاكاثون هو مبادرة لتقديم بعض الحلول خلال فترة هذا الوباء، ومواجهة انتشار هذا الفيروس، عبر إيجاد إفكار مبتكرة وحلول جديدة، تتكيف مع هذه الأزمة الصحية العالمية غير المسبوقة.
ومن جهة ثانية، وبخصوص الدراسة داخل المؤسسة، أبرز المدير العام للمدرسة كمال الديساوي أن جميع الأستاذة والباحثين مجندين لتقديم دروس عن بعد للطلبة، وأيضا الاشتغال في المختبرات العلمية التابعة للمدرسة من أجل المساهمة في إيجاد حلول علمية كمساهمة من المدرسة في المجهودات الكبيرة التي تقوم بها الدولة لوقف انتشار فيروس كورونا.
وأضاف الديساوي، نقلا عن البلاغ، أن جميع براءات اختراع مختبرات المدرسة المغربية لعلوم المهندس تبقى رهن إشارة الوطن في أي وقت وحين.
وتجدر الإشارة إلى أن المدرسة المغربية لعلوم المهندس أطلقت هذا الأسبوع مسابقة كوفيد شالانج (Covid’Challenge) مساهمة منها في جهود البحث عن حلول مبتكرة لمعالجة القضايا المتعلقة بالأزمة الصحية الحالية.