كيف تتخطى الأثر النفسي لفقدان العمل بسبب “كورونا”

أصابت الوضعية الراهنة للكثير من دول العالم العديد من المقاولات الصغرى والمتوسطة، والكبرى بدرجة أقل، بالشلل المؤقت جراء توقف العمل، بشكل كلي أو جزئي، في الكثير منها، كإجراء إحترازي للحد من تفشي فيروس “كورونا” المستجد.

وضعية إنعكست بالسلب على العمال والموظفين، حيث تفاقمت هذه الأزمة بعد الأحداث المتسارعة التي شهدها المغرب والعالم ككل، والتي تسببت في فصل العديد من الموظفين والعمال بداعي ضعف أو قلة الإمكانيات، وتوقف النشاط في حالات أخرى، في حين لم تجد مقاولات أخرى من سبيل للخروج من الأزمة سوى مطالبة مستخدميها بالحصول على إجازة مفتوحة غير مدفوعة الأجر.

أحداث متسارعة كانت لها تأثيرات واضحة على الطبقة الشغيلة، فبالإضافة إلى التداعيات الإقتصادية والإجتماعية لهذه الأوضاع الجديدة، تبقى الأوضاع النفسية للأشخاص الذين طالتهم تبعات هذا الواقع الجديد أكثر تعقيدا، خصوصا في ظل التدبير السلبي لهذه الفترة من قبل البعض، ما يدفعنا لطرح تساؤلات عديدة حول كيفية تخطي هذه المحنة؟

ويرى أخصائيون نفسيون أن ألم فقدان الوظيفة قد يضاهي ألم فقدان شخص عزيز، حيث يمر الإنسان بالمراحل الإنفعالية المرتبطة بالحزن، بدءا بالصدمة والإنكار، ثم الغضب والمساومة، قبل أن يصل في النهاية إلى تقبل الأمر الواقع والأمل.

ويقول آدم بنسون، أخصائي نفسي في نيويورك، إن الطريقة المثلى للتعامل مع أي شخص فقد وظيفته هي مساعدته على الإعتراف بالمشكلة، حتى لا يكبت مشاعر الحزن والغضب التي تنتابه، وهو رد فعل تلقائي للعديد من الأشخاص ممن يرفضون الإعتراف بالألم والخسارة، مع محاولة إقناع أنفسهم بعدم التأثر، غير أن مرور الوقت يدفعهم للإحساس بصعوبة الوضع وقيمة الأشياء التي تم فقدانها، ليدب في أنفسهم شيئا فشيئا ألم الفقدان.

وينصح بنسون الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم أو غير ذلك، بدراسة الوضع من جميع جوانبه، والتركيز على الجوانب التي يمكنهم التحكم فيها، عوض إضاعة الوقت في الأمور الخارجة عن سيطرتهم، عبر تحديد المشاكل التي ستواجههم من أثر الفقدان، مثل ضرورة تخفيض المصاريف المنزلية لفترة من الوقت، وتعديل نمط حياتهم لمسايرة الوضع الراهن، كما يدعو إلى أهمية إدراك أن الحياة ستكون شاقة، على المدى القصير، وأن التغيرات والصعوبات أمر حتمي إلى حين إنجلاء هذا الوباء.

من جانبه يقول كاري كوبر، أستاذ علم النفس التنظيمي بجامعة مانشستر، إن الناس قد ينحون باللائمة على الوباء العالمي بدلا من أن يلوموا أنفسهم، لكن كلما طال أمد التدابير والإجراءات التي فرضها تفشي الوباء، ستدرك المؤسسات أنها لن تحتاج لهذا العدد من الموظفين، وأن التطبيقات والأجهزة التكنولوجية قد تحل محل الكثيرين، وهذه هي تداعيات الوباء على المدى الطويل، والتي وجب التفكير فيها والتعامل معها بجدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى