لامين يامال يكشف كواليس اختياره لإسبانيا وذكريات طفولته القاسية في روكافوندا

لامين يامال يكشف كواليس اختياره لإسبانيا وذكريات طفولته القاسية في روكافوندا

في حديث مطول لشبكة “CBS”، كشف لامين يامال، الجناح الطائر لنادي برشلونة وأحد أبرز اكتشافات كرة القدم الأوروبية، عن الجانب الأقل ظهورا من مسيرته، الجانب الإنساني الذي شكل شخصيته قبل أن يصبح أصغر بطل لأمم أوروبا في التاريخ.

واستهل يامال حديثه بالعودة إلى السنوات الأولى من حياته في حي روكافوندا، حيث واجه صعوبات اجتماعية واقتصادية تركت أثرا عميقا في تكوينه. وأوضح أن تلك المرحلة كانت الأصعب على الإطلاق حيث قال: “كان حولي شباب لا يعرفون ماذا ينتظرهم… هل سنصبح لاعبي كرة قدم؟ مهندسين؟ رسامين؟ أو ربما بلا عمل؟”

ورغم شغفه بكرة القدم، إلا أن رؤية والديه يعملان ساعات طويلة وتقصيرهما مجبرين في تخصيص وقت له، كانت تزيد من شعوره بالقلق تجاه المستقبل.

يامال تذكر أيضا تفاصيل دقيقة من بداياته، عندما كان يسافر لساعات يوميا من ماتارو إلى تدريبات برشلونة، رحلة تبدأ فجرا: سكوتر كهربائي، وبطانية، ونوم ثقيل داخل القطار قبل الوصول إلى ملعب التمارين، إذ وصف تلك التجربة بـ”المغامرات اليومية”، مؤكدا أن العودة كانت دائما أصعب من الذهاب بسبب التعب والجوع وساعات الطريق الطويلة.

وكشف النجم الإسباني أن الاحتفال الشهير الذي يرسم فيه الرقم 304 لم يكن عفويا، بل ولد من لحظة توتر بعدما تعرض لعقوبة حرمته من اللعب للنادي والمنتخب:
“أردت التعبير عن نفسي… وصديقي صهيب هو من ألهمني تلك الحركة”، ويشبر ذلك الرقم إلى الرمز البريدي لحيه (08304)، كنوع من الوفاء للجذور التي يرى أنها كثيرا ما تهمش مقارنة بالأحياء الراقية في برشلونة.

وفي واحدة من أكثر النقاط حساسية في الحوار، تحدث يامال بصراحة عن الجدل الذي أحاط بقراره الدولي. وأقر بأن اللعب للمغرب كان خيارا مطروحا، لا سيما بعد الإنجاز التاريخي للأسود في مونديال قطر، إلا أنه قال إنه لم يتردد عندما حان موعد الحسم: “كنت دائما أحلم باللعب في كأس أوروبا… الكرة الأوروبية الأقرب إلى طموحاتي. لكنني أحترم المغرب، وأعتبره بلدي أيضا”.

ورغم أنه يعد اليوم أحد أفضل المراوغين الشباب في العالم، فاجأ يامال المتابعين بقوله إنه لم يكن يركز في طفولته على المراوغة، بل على تسجيل الأهداف والجري وصنع اللعب أكثر ما يثيره، مشيرا إلى أن أسطورتي الكرة العالمية ليونيل ميسي ولوكا مودريتش أثرا كثيرا على رؤيته الفنية، خصوصا في التمريرات الحاسمة والمبتكرة.

وبخصوص ظهوره في اليورو وهو ما يزال في سن 16 عاما، أكد يامال أن الأمر بدا له عاديا للغاية: “كنت أصعد للحافلة، أسمع الموسيقى، أتصفح هاتفي، أنام قليلا… ثم ألعب. لم أكن أفكر أنني طفل في بطولة قارية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

راديو بلوس الدارالبيضاء

|

راديو بلوس أكادير​

راديو بلوس الدارالبيضاء​

|

راديو بلوس أكادير​