مؤتمر باريس..مصر تؤكد على موقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الخميس، خلال افتتاح المؤتمر الإنساني حول غزة في باريس إن فتح ممر آمن لسكان قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع بلاده هو تهجير للفلسطينيين من أرضهم، مؤكداً تنديد مصر بأي إجراءات من شأنها فرض واقع جديد في غزة.
وأضاف شكري، في كلمته بمؤتمر باريس حول الأوضاع الإنسانية في غزة، أن القاهرة حذرت من مغبة الصراع الدائر في الأراضي المحتلة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كون ما تفعله إسرائيل في غزة يتجاوز حق الدفاع عن النفس، مستطرداً بأن المساعدات الإنسانية التي دخلت القطاع حتى الآن لا تفي باحتياجات السكان.
وتابع أن الإجراءات المعقدة التي تفرضها إسرائيل لدخول المساعدات عبر معبر رفح المصري تفاقم تدهور الوضع في قطاع غزة، معتبراً أن نزوح المدنيين إلى جنوب القطاع لا يعد تطوراً إيجابياً، بل هو استمرار لمخالفة إسرائيل القانون الدولي الإنساني.
وأكمل شكري أن مصر تبنت موقفاً واضحاً منذ بدء الأزمة بإدانة جميع أشكال استهداف المدنيين، مستنكراً ما آل إليه الصراع العسكري في غزة من قصف واستهداف عشوائي من قبل إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين، ما أودى بحياة أكثر من 10 آلاف مدني، نصفهم من الأطفال تقريباً، فضلاً عن حصار وترويع وتشريد وتهجير نحو مليوني فلسطيني من أراضيهم ومساكنهم.
وزاد بقوله إن استمرار الصمت الدولي حيال المخالفات الجسيمة في غزة، وانتهاكات القانون الدولي، يشير إلى وجود خلل في معايير المنطق والضمير الإنساني، مضيفاً أن مصر تدين ازدواجية المعايير لدى بعض الدول، وتدعو إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، يتمثل في حل الدولتين.
وشدد على مطالبة مصر بأهمية الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في غزة، ووقف جميع الممارسات الهادفة إلى فرض أمر واقع جديد لإجبار الفلسطينيين على النزوح، وترحيلهم قسراً من أراضيهم، مردفاً بأن اللحظة الراهنة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم تأت من فراغ، وإنما جاءت نتاجاً لسياسات الاحتلال بشأن تجاهل الحقوق الفلسطينية لأكثر من 70 عاماً.
وختم شكري قائلاً إن النفس البشرية واحدة، سواء في إسرائيل أو في فلسطين، إلا أن القصف الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة خلق وضعاً إنسانياً كارثياً، حيث يعاني أكثر من مليوني فلسطيني من مأساة حقيقية، من دون مأوى أو طعام أو ماء أو كهرباء أو وقود أو منشآت صحية، وهو ما يستلزم تدخل المجتمع الدولي لإنهاء هذه الكارثة.
وتجتمع قرابة 80 دولة ومنظمة دولية في باريس لتنسيق المساعدات وبحث كيفية مساعدة المصابين في قطاع غزة، لكن توقعات التوصل لنتائج ملموسة ليست كبيرة دون إعلان هدنة في القتال.