ماذا تعرف عن “السيبوفوبيا” أو ما يعرف بـ “رهاب الطعام”؟
يعتبر الطعام الركيزة الأساسية التي تؤمن الاحتياجات الضرورية لجسم الإنسان وتضمن تمتعه بصحة جيدة، حيث يساعد تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة في تزويد الجسم بالطاقة المطلوبة لأداء وظائفه بشكل سليم.
ورغم كون حاجة الإنسان إلى الطعام أمرًا أساسيا للحفاظ على صحته، إلا أن هناك عددا من الأشخاص في العالم يعانون من نوع من الرهاب غير الشائع يعرف باسم “سيبوفوبيا” أو رهاب الخوف من الطعام.
وللتمييز بين المصابين بسيبوفوبيا وأصحاب الحمية، يقول الطبيب روني عبود، أخصائي التغذية، في تصريحات صحفية لموقع “سكاي نيوز عربية” إن رهاب “سيبوفوبيا” هو رهاب معقد نسبيا ومن الصعب التعرف على المصابين به في المجتمع، في زمن يعمد فيه الكثيرون إلى تجنب تناول بعض الأطعمة تماما من أجل الحفاظ على رشاقتهم. يجب التفريق بين الأشخاص الذين يخشون تناول الطعام بسبب تأثيره على شكل أجسادهم وبين الذين يعانون من رهاب سيبوفوبيا الذين يخافون من الطعام نفسه.
وبحسب عبود، الأشخاص المصابين بالسيبوفوبيا قد يشعرون بالخوف من تناول مختلف أنواع الأطعمة، أو قد يقتصر خوفهم على أطعمة معينة، حيث تتمثل علامات الإصابة بهذه الفوبيا في الخوف من تناول أطعمة مثل المايونيز والحليب والفواكه والخضروات الطازجة واللحوم بسبب اعتبارها أطعمة شديدة التلف أو فاسدة بالفعل.
كما يخشون أيضا إصابتهم بالمرض بعد تناول الأطعمة غير المطبوخة جيدًا، ولذلك يقومون بطهيها بشكل مفرط حتى تصبح محترقة أو جافة بشكل لا يصدق، خاصة بالنسبة لأطعمة مثل الدجاج. ومن بين أعراض الإصابة بالسيبوفوبيا، تتمثل بالخوف من تناول أطعمة قريبة من تاريخ انتهاء صلاحيتها، والأطعمة التي تحتوي على مكونات غير مألوفة، والأطعمة المجهزة مسبقًا من قبل أشخاص آخرين.
من جهة أخرى، يخشى أصحاب الحمية ما يُقدم لهم من طعام مجهز مسبقًا، ويتجنبون تناول الطعام في المطاعم أو منازل الأصدقاء أو في أي مكان لا يمكنهم مراقبة أو التحكم في تحضير الطعام.
يُرى أن السبب الدقيق وراء رهاب الطعام لا يزال غير معروفٍ بالضبط، حيث يمكن أن يكون بسبب عوامل مختلفة، مثل تعلّم الخوف من الطعام بسبب مشاهدة شخص آخر يفعل ذلك أو بسبب التجارب المؤلمة الماضية، مثل تسبب طعام معين بالمرض. كما تلعب العوامل الوراثية والبيولوجية دورًا في تطوير أنواع معينة من الرهاب أو حتى من خلال البحث والتعرّف على التأثيرات السلبية لأطعمة معينة.
يعاني الأشخاص المصابون بالسيبوفوبيا من مضاعفات صحية عند رؤية الطعام، مثل ارتفاع ضغط الدم، الارتجاف، تسارع ضربات القلب، وضيق التنفس، وألم في الصدر، وجفاف في الفم، واضطراب في المعدة، والتعرق الشديد، والدوار، والغثيان.