مجزرة الطحين.. توالي الإدانات الدولية ومطالبات بالتحقيق والمحاسبة
توالت ردود الفعل الدولية والعربية الغاضبة تعليقا على ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة أطلق عليها “مجرزة الطحين” استشهد فيها أكثر من 100 وأصيب أكثر من 250 شخصا، كانوا بانتظار الحصول على مساعدات شمالي قطاع غزة.
وقال أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش -أمس الخميس- إن “مقتل أكثر من 100 شخص كانوا يسعون للحصول على مساعدات إنسانية في غزة مسألة تتطلب تحقيقا مستقلا وفعالا.
وأضاف أنه “مصدوم” من أحداث تطورات الحرب مع إسرائيل.
وفي السياق ذاته أعرب منسق الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة مارتن غريفيث، عن شعوره بـالفزع بعد إطلاق القوات الإسرائيلية النار على الفلسطينيين أثناء انتظارهم تسلم المساعدات في قطاع غزة المحاصر.
وأضاف أنه “حتى بعد نحو 5 أشهر من الأعمال العدائية الوحشية، لا تزال هناك صدمات جديدة بغزة”.
وتابع “لقد روعتني التقارير التي تفيد بمقتل وإصابة مئات الأشخاص أثناء نقل إمدادات المساعدات بمدينة غزة اليوم”.
تنديد وهلع
أما المفوض الأوروبي للسياسة الخارجية جوزيب بوريل، فقد ندد بـ”المجزرة الجديدة”، وأكد أن حرمان الناس من المعونة الغذائية يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي الإنساني.
وقال بوريل عبر منصة إكس “أشعر بالهلع من التقارير عن مذبحة أخرى بين المدنيين في غزة الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية”، مضيفا أن سقوط القتلى “غير مقبول على الإطلاق”.
وبحسب بوريل فإنه “يجب السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق”.
وقالت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي إن ما حدث في غزة -يوم الخميس- كابوس، ويجب ضمان إرسال مساعدات دولية للقطاع وحماية من سيحصلون عليها.
من جهته، ندد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، بما حدث، قائلا عبر منصة إكس إن “الطبيعة غير المقبولة لما حدث في غزة، حيث يموت العشرات من المدنيين الفلسطينيين أثناء انتظارهم للحصول على الطعام، تؤكد الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار”.
وأضاف أن “المساعدات الإنسانية يجب أن تدخل دون عوائق”، مشددا على “ضرورة احترام القانون الإنساني الدولي”.
مطالبات وإدانات
عربيا وإسلاميا، نددت دول ومنظمات بـ”مجزرة الطحين”، وسط مطالبات بتحقيق مستقل وتحرك مجلس الأمن الدولي.
واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، ذلك الاستهداف مجزرة بشعة، وجزءا لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد شعبنا لإخلاء كامل منطقة شمال قطاع غزة من المواطنين.
من جهتها أدانت قطر بأشد العبارات ارتكاب إسرائيل “مجزرة جديدة” في غزة وتطالب بتحرك دولي عاجل لإنهاء العدوان على القطاع فورا، وذلك بحسب بيان لوزارة الخارجية القطرية.
أما السعودية، فقد قالت في بيان لخارجيتها، إنها تُعرب عن إدانة واستنكار شديدين للاستهداف الإسرائيلي لتجمع المساعدات، مؤكدة رفض المملكة القاطع لانتهاكات القانون الدولي الإنساني من أي طرف وتحت أي ذريعة.
وأدانت الإمارات بشدة، في بيان لخارجيتها، الاستهداف الإسرائيلي، وطالبت بـتحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين محذرة من الوضع الإنساني الكارثي بالغ الحساسية والخطورة في غزة.
ووصفت الكويت، في بيان لخارجيتها، الاستهداف الإسرائيلي بأنه جريمة جديدة اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق عدد من المدنيين الفلسطينيين العُزل، معربة عن إدانته لها.
وأعربت سلطنة عمان، في بيان لخارجيتها، عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاستهداف ذاته، واعتبرته هجوما وحشيا.
بدورها، أدانت مصر الاستهداف الإسرائيلي المذكور، واعتبرته جريمة مشينة وانتهاكا صارخا، مطالبة الأطراف الدولية الرئيسية، ومجلس الأمن بوقف إطلاق النار، وتحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية بوقف الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
كما أدان كل من الأردن والعراق الاستهداف الإسرائيلي “الوحشي”، وطالبوا المجتمع الدولي باستخدام الوسائل الممكنة كافة لحماية الشعب الفلسطيني الذي يعاني من أزمة إنسانية خطرة.
دعوات ومناشدات
وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجزرة وناشد القوى الدولية تكثيف الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف المذابح اليومية، والانصياع للقانون الدولي.
بدوره، أعرب كل من مجلس التعاون الخليجي ورابطة العالم الإسلامي، ومنظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة للاستهداف معتبرة أنه استهداف وحشي للمدنيين.
وجددت دعوتها الملحة للمجتمع الدولي لـلتدخل العاجل من أجل وقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين.