مجموعة ناس الغيوان تلهب حماس الجمهور في حفل استثنائي في ستراسبورغ
أحيت مجموعة ناس الغيوان، مساء أمس الأحد، حفلا استثنائيا في مدينة ستراسبورغ، امتزج فيه الحنين بالشغف والحماس، وسط حضور كبير من عشاق الموسيقى، غالبيتهم من أفراد الجالية المغربية المقيمة بجهة “غراند إيست” الفرنسية.
وبأنغامها الساحرة وإيقاعاتها المميزة التي صنعت شهرة “ناس الغيوان”، أخذت المجموعة جمهورها في رحلة موسيقية غنية تجسد الطابع الفريد للظاهرة الغيوانية المتأصلة في تاريخ وثقافة المملكة المغربية.
ومنذ اللحظات الأولى لأداء أغانيها الشهيرة من قبيل “الله يا مولانا”، “الصينية”، “فين غادي بيا خويا”، و”مهمومة”، سحرت المجموعة الجمهور الذي انبهر بهذا الإرث الفني الذي بصم أجيال متعددة.
وردد الجمهور بصوت واحد هذه الأغاني الخالدة للمجموعة، المعروفة بكلماتها الشعرية الملتزمة. وكان الانسجام بين ناس الغيوان والحضور واضحا، مما يعكس المكانة الخاصة التي تحتلها الفرقة في قلوب المغاربة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال يوسف، وهو طالب مغربي يدرس في ستراسبورغ: “من الرائع رؤية هذا العدد الكبير من المغاربة مجتمعين هنا، بعيدا عن وطننا، للاحتفاء بموسيقانا. ناس الغيوان ليست مجرد مجموعة، بل هي ذاكرة جماعية وإرث علينا أن نحافظ عليه وننقله للأجيال القادمة”.
من جهتها، اعتبرت أمينة، التي حضرت الحفل برفقة عائلتها، أن “ناس الغيوان أسطورة حية. من خلالها ينعكس جزء كبير من هويتنا الثقافية، واليوم أشعر بأنني أكثر ارتباطا بجذوري من أي وقت مضى”. وتميزت الأمسية بأداء مبهر لأعضاء الفرقة على المنصة وحماس الجمهور، مما جعلها حدثا استثنائيا بكل المقاييس. واخت تم الحفل بترديد النشيد الوطني المغربي جماعيا، تعبيرا عن حب الوطن وتقدير إرث هذه المجموعة الأسطورية التي تجاوزت الحدود والأجيال. وتم تنظيم هذا الحفل بشراكة مع القنصلية العامة للمغرب في ستراسبورغ وجمعية “ستراسبورغ بلورييل”.
وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية “ستراسبورغ بلورييل”، المهتمة بشؤون المغاربة المقيمين بجهة “غراند إيست”، جمال بوصيف، إن “هذا الحدث، إلى جانب كونه عرضا موسيقيا، ساهم في تعزيز الروابط بين أفراد الجالية المغربية وتشبثهم بوطنهم الأم، كما أنه شكل فرصة للتعريف بغنى الثقافة المغربية أمام جمهور متنوع”.
وتحتفل هذا العام مجموعة “ناس الغيوان” بالذكرى الخمسين لتأسيسها، وقد رافقها في هذه المناسبة أوركسترا الموسيقى الأندلسية القادمة خصيصا من أمستردام.
ومع