مراكش تحتضن النسخة الـ27 من تظاهرة المواهب الرقمية “Emerging People”

سلطت النسخة الـ27 من تظاهرة “أشخاص ناشئون” (Emerging People)، المخصصة لتثمين المواهب الرقمية، أمس الخميس بمراكش، الضوء على الحلول والابتكارات الرقمية المستجيبة للتحديات السوسيو-اقتصادية والبيئية للمجالات الترابية.

وتتوخى هذه الدورة، المنظمة من قبل مصنع الأعمال الناشئة ومؤسسة الشرق الأدنى – المغرب، تعزيز تبادلات غنية وتشبيك الشباب من حاملي المشاريع مع المتدخلين في منظومة ريادة الأعمال بجهة مراكش آسفي.

وتميزت هذه النسخة بتوقيع اتفاقيات في إطار مبادرة “تنمية حاضنة الابتكار المناخي للشباب”، التي تروم الاحتضان والتسريع القبلي للمقاولات الناشئة ذات الأثر البيئي المنحدرة من جهات مراكش آسفي وسوس ماسة وبني ملال خنيفرة ودرعة تافيلالت.

وسيستفيد من هذه المبادرة، التي يشرف عليها مصنع الأعمال الناشئة ومؤسسة الشرق الأدنى، حوالي 30 مقاولة ناشئة استكملت 6 أشهر من الاحتضان ودخلت في مرحلة ما قبل التسريع، بغلاف مالي إجمالي يقدر بنحو 1,2 مليون درهم.

وسلطت النسخة من تظاهرة “أشخاص ناشئون” أيضا الضوء على المبادرات الكبرى للاستجابة لأحد أهم التحديات الراهنة والمتمثلة في ندرة المواهب الرقمية. وفي هذا الإطار، أعلن منظمو هذه التظاهرة عن إطلاق مدرسة الرقمنة، كمؤسسة مندمجة مخصصة للتكوين الرقمي.

وتستجيب المدرسة، التي سينطلق العمل بها في 17 فبراير المقبل، للطلب المتزايد من المقاولات على المواهب الرقمية. وستقوم هذه المدرسة بتكوين الكفاءات الإبداعية، من المبتدئين وذوي الخبرة، في التخصصات المرغوبة إفريقيا، وهي التسويق الرقمي وتطوير الويب والبيانات وتدبير المنتجات والمشاريع الرقمية.

كما أعلن المنظمون عن إحداث مدينة المواهب، كفضاء تعاوني للمقاولات الناشئة والمواهب والمشاريع، يحفز المبادرات ذات الأثر.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد أحد المؤسسين لـ”مصنع الأعمال الناشئة”، توفيق أبو ضياء، أن “مصنع الأعمال الناشئة” الأخضر، الذي يندرج في إطار مبادرة “تنمية حاضنة الابتكار المناخي للشباب”، مكن من مواكبة 80 مقاولة ناشئة، اختير منها 30 مقاولة، مشيرا إلى أن هذه المقاولات الناشئة شرعت في مرحلة التمويل وما قبل التسريع.

وبخصوص مدرسة الرقمنة، أكد السيد أبوضياء، أن هذه المدرسة تقترح تكوينا في الرقمنة قصد الحصول على إشهاد ومعرفة حقيقية وتمكين المواهب من المساهمة في خلق منظومة وخبرة رقمية على المستويين الجهوي والوطني.

وفي هذا السياق، ذكر بأن مصنع الأعمال الناشئة أطلق أكشاكا للتحول الرقمي، وهي آلية موجهة لتقوية أثرها على المنظومات المحلية وجعل الرقمنة دعامة مركزية في أي تنمية اقتصادية واجتماعية، مسجلا أن أكشاك التحول الرقمي تروم أيضا ربط العلاقة بين المقاولات والجمعيات والمؤسسات الحكومية مع مواهب قد تقدم لهم خدمات رقمية.

من جانبه، أشار ممثل مؤسسة الشرق الأدنى – المغرب، عبد الخالق أندام، إلى أن المؤسسة الأمريكية شريكة في برنامجين بالمملكة، من ضمنهما مبادرة “تنمية حاضنة الابتكار المناخي للشباب”، بكلفة 1,2 مليون درهم، بهدف دعم 30 شابا لخلق مشاريعهم في المجال والمساهمة في جهود مكافحة التغيرات المناخية.

وأضاف في تصريح مماثل، أن هذا البرنامج، الذي يمتد لسنتين، يستهدف الشباب المنحدرين من أربع جهات من المغرب (مراكش آسفي وسوس ماسة وبني ملال خنيفرة ودرعة تافيلالت)، مشيرا إلى أن مؤسسة الشرق الأدنى شريكة أيضا مع مصنع الأعمال الناشئة في برنامج آخر يتمثل قي الدعم التقني والمالي للتعاونيات النسائية بالحوز (80 ألف درهم لكل تعاونية).

وتأسس “مصنع الأعمال الناشئة” في سنة 2015، وهي حاضنة وفضاء عمل مشترك متخصص في المجال الرقمي وإنشاء المقاولات الناشئة المبتكرة. وقدمت الحاضنة حتى الآن، الدعم لأكثر من 3500 من حاملي المشاريع وتمويل 1200 منهم، مع طموح معلن لزيادة هذا الأثر بحلول نهاية فبراير.

من جانبها، أحدثت مؤسسة الشرق الأدنى، منذ أكثر من 100 سنة، وهي منظمة أمريكية دولية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، تتولى دعم التنمية المستدامة وتمكين المجتمعات من خلال تعزيز قدراتها الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية من خلال مشاريع عالية الأثر.

ومع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى