منظمة التجارة العالمية تسلط الضوء على تطور صناعة الطيران في المغرب

تواصل منظمة التجارة العالمية تسليط الضوء على دينامية الابتكار وريادة الأعمال في المغرب، وذلك من خلال حلقتين جديدتين من سلسلتها الإلكترونية، حيث ركزت هذه المرة على تطور قطاع الطيران في المملكة.

وفي إطار احتفالاتها بالذكرى الثلاثين لتوقيع اتفاقية مراكش في أبريل 1994، والتي تعد الوثيقة التأسيسية للمنظمة، قدمت مقدمة البرنامج “على خطى روح مراكش”، جون أون لي، في أحدث الفيديوهات المنشورة على الإنترنت، قائلة: “في النواصر، الابتكار يجسد روح مراكش – التجارة كقوة للخير”.

وتأخذ الحلقتان الأخيرتان المشاهدين في جولة داخل مقري شركتي “سابكا” و”هيكسيل”، وهما من الشركات الرائدة في صناعة الطيران والمتواجدة بالقرب من الدار البيضاء. ويلتقي البرنامج بالمبتكرين الذين يقفون وراء هذه المشاريع، ليوضح كيف تسهم التجارة في نشر ابتكاراتهم على مستوى العالم.

وتعتبر “سابكا المغرب” مصنعًا متخصصًا في تصنيع وتجميع هياكل ومكونات الطائرات، حيث تتعامل مع عملاء بارزين مثل مجموعة “إيرباص” الأوروبية (طائرة A330) وشركة “بيلاتوس” السويسرية لصناعة الطائرات. وتقوم “سابكا” بتسليم طائرات “خضراء” مجهزة مسبقًا بالأسلاك والأبواب والنوافذ، بالإضافة إلى إجراء الاختبارات اللازمة، قبل نقلها إلى سويسرا لتركيب المحركات والتجهيزات الداخلية.

وفي هذا السياق، قالت سعاد شكراد، مديرة البرامج في “سابكا المغرب”: “نحن ننظر بإيجابية إلى العولمة. فمن خلال وجودنا في المغرب، قمنا بتطوير قاعدة جديدة تتمتع بمهارات مختلفة ومزايا تنافسية”. وأضافت أن الشركة تطورت من تجميع المكونات الفرعية إلى هياكل أكثر تعقيدًا، مما يعزز سلسلة التوريد المحلية ويجذب استثمارات صناعية جديدة.

وأكدت شكراد أن “سابكا” تسهم في خلق وظائف متخصصة وتعزيز نقل المهارات، مما يدعم نمو قطاع الطيران في المنطقة. كما أشارت إلى أن “التجارة مرادف للثقة” بالنسبة للشركة، وهي “القيمة الأهم في عالم الطيران”.

من جهتها، علقت مقدمة البرنامج بأن “سابكا” تظهر من خلال تخطي الحدود وربط الصناعات “كيف تستمر التجارة في تحفيز التقدم وخلق فرص جديدة، وهو ما يعكس روح اتفاقية مراكش، حيث تقرب التجارة بين الناس وتعزز الابتكار والتنمية المستدامة”.

وفي الفيديو الثاني، يكتشف المشاهدون مصنع “هيكسيل المغرب”، وهي شركة دولية تنتج “نوى خلية النحل المصنعة” من نوع (Engeneered Core)، وهي مادة خفيفة الوزن ذات خصائص ميكانيكية وحرارية متعددة.

وقالت مريم العلوي العمراني، مديرة المصنع: “نقدم لصناعة الطيران أفضل تكلفة للمنتج الخاص الذي نصنعه هنا”. وأضافت أن صناعة الطيران في المغرب بدأت منذ أكثر من عقدين، واليوم تستضيف المملكة أكثر من 142 شركة أجنبية تستثمر في القطاع بفضل المزايا التنافسية التي توفرها، وهو ما وصفته بـ”حلم تحقق”.

واعتبرت العلوي العمراني أن “العولمة كانت إيجابية بالنسبة للمغرب، لأنها جلبت العديد من المشاريع الجديدة إلى البلاد”، وأظهرت ما “يستطيع المغاربة تقديمه”.

واختتمت مقدمة البرنامج بالقول إنه “من الملهم أن نرى كيف تربط (هيكسل) تقنياتها بالعالم من خلال التجارة، مما يحدث تأثيرًا حقيقيًا على صناعة الطيران ويشكل مستقبل الطيران العالمي”.

ويعتزم البرنامج، بعد الحلقات الأولى التي تم تصويرها في المغرب، الانتقال إلى بلدان أخرى للبحث عن قصص ملهمة تستكشف تأثير التجارة ومنظمة التجارة العالمية على الأفراد والمجتمعات والشركات الصغيرة حول العالم.