من أولماس إلى الخشبة…سناء جدوبي أول قائدة نسائية لفرقة أحيدوس

من أولماس إلى الخشبة.. سناء جدوبي أول قائدة نسائية لفرقة أحيدوس في المغرب تحطم القيود وتحمل التراث الأمازيغي إلى جيل جديد

من أعالي جبال الأطلس، وبالضبط من منطقة أقشمير بجماعة أولماس، برز اسم سناء جدوبي كأول امرأة تقود فرقة أحيدوس في المغرب، كاسرة بذلك تقاليد ارتبطت لعقود بالرجال.

لم تكن السن الصغيرة ولا نظرة المجتمع حاجزًا أمام حلمها، بل وقودًا لمسيرتها الفنية.

بدأت الحكاية في إحدى ليالي الصيف، خلال حفل زفاف، حين اقتحمت سناء – وهي في الحادية عشرة – دائرة أحيدوس دون تردد، لتلفت الأنظار بموهبة فريدة.

عمّها، قائد الفرقة، لمس فيها شغفًا خاصًا، وقرر منحها فرصة نادرة: أن تصبح “تامسورت”، أي قائدة الفرقة.

وبين دعم الأب وتردد الأم، انتصرت إرادة سناء، لتدخل عالم أحيدوس من بابه الكبير.

في سن مبكرة، شاركت لأول مرة في مهرجان عين اللوح الوطني، لتُصبح أصغر قائدة لفرقة أحيدوس في المغرب. وواجهت آنذاك رفضًا من البعض وتنمرًا من آخرين، لكنها واجهت كل ذلك بثقة، مستندة إلى دعم والدها وتشجيعه لها على الجمع بين الدراسة والشغف.

ورغم الصعوبات النفسية التي مرت بها، خاصة سنة 2021 بسبب انتقادات قاسية على مواقع التواصل، ظلت سناء متمسكة بطريقها. التحقت بالمعهد العالي للفن المسرحي، بعد ثلاث محاولات، مستفيدة من دعم الفنانة لطيفة أحرار التي آمنت بموهبتها.

هذا العام، أسست سناء فرقتها الخاصة “تيفسا”، وهي فرقة شبابية مختلطة تنبض بروح التجديد وتحمل لمسة فنية مميزة، دون التفريط بجذور أحيدوس.

على المسرح، تتقمص سناء دور “تامسورت” بكل ما تحمله من رمزية. لباسها التقليدي يحمل دلالات خاصة: الأخضر للخصوبة، الأصفر للطاقة، والأحمر لرمز النبل.

تحلم سناء بأن تُصبح مخرجة، وتسافر بفرقتها إلى المهرجانات الدولية، وترى في فنها رسالة للحفاظ على التراث الأمازيغي وتقديمه للعالم بأبهى صورة.

ومع كل تصفيق يعلو، تعود بذاكرتها إلى تلك الليلة التي تسللت فيها طفلة إلى حلقة أحيدوس، لتعلن أنها وجدت مكانها في هذا الفن العريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

راديو بلوس الدارالبيضاء

|

راديو بلوس أكادير​

راديو بلوس الدارالبيضاء​

|

راديو بلوس أكادير​