وفاة زهور بمسلسل “كينة ظروف” تخيف المتبرعين بالأعضاء و تغضب الأطباء
أثار نهاية شخصية “زهور” التي جسدتها الممثلة رباب كويد في المسلسل الرمضاني “كاينة ظروف” بعد تبرعها بإحدى كليتيها لشقيقها مخاوف النتبرعين بالأعضاء وغضب الأطباء.
استنكار أخصائيون رسائل المسلسل بقتل شخصية “زهور” والتي إعتبروها تدميرا لجهود سنوات من العمل من أجل نشر ثقافة التبرع بالأعضاء”.
اعتبرت البروفيسور أمل بورقية ( الأخصائية في أمراض الكلي وتصفية الدم )، أن مسلسل “كاينة ظروف”، قام بتشجيع المغاربة على عدم التبرع بالأعضاء، مبرزة أن “هناك تطور كبير في هذا الميدان”.
وكتبت عبر صفحتها الرسمية على موقع “فايسبوك”، تدوينة جاء فيها: ” تعليقا على جدل التبرع بالأعضاء في “كاينة ظروف”:العمل دوز مغالطات على التبرع بالأعضاء، انا لا اشاهد اي مسلسل، ولست مهتمًا بالتحليل أو الحديث عما يفعلونه، لكنني صدمت من أسئلة وردود فعل الناس صباح أمس : شبكات التواصل الاجتماعي ، الاستشارات ، المكالمات, … مع هوس: هل يموت المتبرع بالكلى”.
وأضافت أمل بورقية: “صدمة!! وكأن المعلومات التي تلقوها للتو وأرادوا التأكد! عندما وصلني الرابط وشرحت لي المشكلة فهمت الرسالة التي نقلت للأسف للمشاهدين، عندما نتعامل مع مثل هذه الموضوعات الجادة والمهمة، فإننا لا نسمح لأنفسنا بالتعامل معها باستخفاف أكثر الدول تطوراً التي لديها نشاط كبير ومنتظم لزراعة الأعضاء تستمر في نقل رسائل إنسانية وأمن وأمل، ونحن ؟؟؟”.
وتابعت: “للجمهور الحق في الحصول على معلومات عادلة وموثوقة حول هذه الجوانب الطبية المعقدة وغير المعروفة أو المفهومة وعدم إثارة الشك أبدًا، والتي يمكن أن تكون قاتلة للتفكير الجيد، إن المغاربة يعرفون كيف يبحثون عن المعلومات الجيدة ويتعاملون مع المصادر الجيدة، دون أهمية وأنا أغلق هذا النقاش وأتمنى ألا تتكرر هذه الأخطاء مرة أخرى”.
بدوره انتقد طبيب الكلى طارق صقلي حسيني، طريقة معالجة مسلسل “كاينة ظروف”، موضوع التبرع بالأعضاء في المغرب، قائلا: “استوقفني اليوم العديد من المرضى المصابين بالفشل الكلوي وبعض الزملاء الأطباء للحديث عن آخر تطورات أحداث مسلسل تلفزيوني تبثه القناة الأولى مساء كل يوم طيلة شهر رمضان. يبدو للوهلة الأولى غريبا أن يسترعي انتباهنا مسلسل “كاينة ظروف” وأن يكون موضوع حديثنا داخل المستشفى، لكن الغرابة تزول حين نعلم أن المسلسل يتطرق في جانب منه لموضوع التبرع بالأعضاء وزرع كلية من متبرعة حية لأخيها المصاب بقصور كلوي مزمن”.
وتابع في تدوينة على حسابه الشخصي على موقع “فايسبوك”، “كم خاب ظني وظن من حاورتهم حين اختار الساهرون على المسلسل أن يكون الموت مصير المتبرعة. لقد جانبوا الصواب بهذا الاختيار الدرامي، وضاع بذلك أملنا أن يكون لهذا “العمل الفني” دور تحسيسي إيجابي يساهم في نشر ثقافة التبرع بالأعضاء لدى المغاربة، التبرع بالكلية بين الأقارب الأحياء يتم في احترام تام لشروط صارمة تضمن أولا وقبل كل شيء سلامة المتبرع الذي يستأنف حياته العادية أياما قليلة بعد التبرع، كما أن نسبة نجاح عملية زرع الكلية لذى المتلقي تفوق 90%، المعطيات الطبية والإحصاءات متوفرة بسهولة إلا لمن فضل التغاضي عنها”.
وأضاف المتحدث ذاته: “أتأسف لوضع الإنتاج الإعلامي المغربي الذي ينقل رسائل سلبية مغلوطة ويغفل عن رسائل إيجابية ومبادئ إنسانية مهمة، فالإنتاج الإعلامي ليس مجرد ترفيه أو إثارة أو تسلية، بل هو أداة قوية لتشكيل الرأي العام والثقافة الشعبية وتوجيههما نحو الإيجابية والتقدم. لكن هيهات، كفانا عبثا! يجب أن يتحمل المخرج إدريس الروخ والمؤﻟفة بشرى مالك وغيرهم مسؤوليتهم في إنتاج محتوى إعلامي يعزز القيم المجتمعية الإيجابية ويساهم في نشر الوعي والتوعية حول قضايا مهمة، مثل التبرع بالأعضاء. يتعين عليهم توجيه رسائل إيجابية للجمهور وتشجيعه على المشاركة في العمل الخيري وبث روح المواطنة بدل نشر السلبية في عقول المواطنين.”
وختم تدوينته قائلا: “لا تشفع هنا حسن النية، فالضرر المترتب عن هذا المسلسل واقع لا محالة، وأول المتضررين هم المرضى الذين يأملون في غذ أفضل لن يكون ممكنا إن لم تتطور ثقافة التبرع بالأعضاء في بلادنا، أرجو أن تصل هذه الرسالة إلى من يهمهم الأمر”.