فرقة “BLANC’ART” المسرحية تقدم “SOUPIR”: رحلة فنية إلى عمق العلاقات الإنسانية وتحديات الحياة
فرقة BLANC’ART هي واحدة من الفرق المسرحية الحديثة التي أضافت لمسة فنية متميزة على الساحة الثقافية المغربية. تأسست الفرقة في عام 2018 بمدينة الدار البيضاء، ونجحت في تقديم عروض مسرحية متجددة تجمع بين مختلف الفنون، لتخلق تجارب مسرحية فريدة تلامس الروح وتثير الفكر. تهدف الفرقة من خلال أعمالها إلى توسيع آفاق المسرح المغربي، واستكشاف قضايا اجتماعية وإنسانية معاصرة، في إطار من التفاعل والتنوع الفني.
من بين الأعمال التي حظيت باهتمام واسع على الساحة المحلية والدولية، تبرز مسرحية “SOUPIR” كأحد أبرز إبداعات الفرقة.
“SOUPIR” – حب وتحديات الحياة
تدور أحداث مسرحية “SOUPIR” حول قصة زوجين يواجهان صراعًا داخليًا مع تحديات الحياة التي تضع علاقتهما على المحك. بينما يحاول الزوجان الحفاظ على علاقتهما في وجه الأزمات النفسية والعاطفية، يواجهان ضغوطًا قوية تؤدي بهما إلى اتخاذ قرارات صعبة. في لحظة من الضعف والشك، تقرر الزوجة طلب الفراق، مقتنعة أن فشل حلمهما المشترك في تحقيق ما كانوا يتمنونه سيؤدي إلى انهيار كل شيء. ورغم التوترات العاطفية التي تعصف بالعلاقة، يظل الحب بين الزوجين حيًا، ويكشف العمل في نهايته عن عمق الروابط التي تجمعهما، بالإضافة إلى أسئلة كبيرة حول الأمل والقبول والتضحية في ظل الظروف الصعبة.
المسرحية تقدم للجمهور تجربة فنية إنسانية تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الأفراد في علاقاتهم الشخصية. تتناول “Soupir” قضايا معقدة مثل القلق، الأمل، التفاهم، والتضحية، وتستعرض كيف أن الحب يمكن أن يكون مصدر قوة في أصعب الأوقات، لكنه في الوقت نفسه قد يصبح محاطًا بالتساؤلات والمخاوف في ظل الضغوط الحياتية. العمل يعكس ببراعة تأثير العواطف البشرية على اتخاذ القرارات المصيرية ويطرح تساؤلات حول مفهوم الاستمرار في العلاقات الإنسانية، والقدرة على التكيف مع التغيرات.
لم تقتصر شهرة “SOUPIR” على المستوى المحلي فقط، بل حققت نجاحًا واسعًا في المهرجانات الدولية، حيث تم عرضها في مهرجان المسرح الدولي في بارسيلوس، البرتغال، حيث نالت إشادة واسعة من الجمهور والنقاد على حد سواء. وكان العرض بمثابة محطة فنية هامة لفرقة BLANC’ART، حيث أثبتت قدرتها على تقديم أعمال قادرة على مخاطبة الجمهور العالمي من خلال تعبيرات إنسانية صادقة وعميقة.
وفي مهرجان “ليالي مسرح جسور” في آسفي، حققت المسرحية إنجازًا لافتًا بفوزها بجائزتين مرموقتين: أفضل تصميم سينوغرافي (مناصفة) وجائزة التميز في التشخيص النسائي. هذه الجوائز تؤكد المكانة المتنامية للمسرحية على الساحة الثقافية، كما تعكس التميز الفني الذي قدمته فرقة BLANC’ART في تقديم عرض مسرحي يتسم بالتعقيد والجمال الفني.
تعد مسرحية “SOUPIR” نتاجًا للعمل الجماعي المبدع، حيث تعاون عدد من الفنانين الموهوبين لإنتاج هذا العرض المسرحي المتميز:
التشخيص: حفصة تايب و أيوب طرنباطي
النص والإخراج: حكيم حبي
تنفيذ السينوغرافيا: أمين وادي
الملابس: زينب شالا
الإضاءة واللوجستيك: يوسف لفريني
الصوت والتواصل: ياسر عادل
التصوير الفوتوغرافي: طارق مستقيم
إن النجاح الذي حققته مسرحية “SOUPIR” يفتح الطريق أمام فرقة BLANC’ART لمواصلة مغامرتها الفنية، ويضعها في مصاف الفرق المسرحية الرائدة في المغرب. من خلال تبنيها أسلوبًا مبتكرًا يعكس تنوع الفنون، تسعى الفرقة إلى تقديم أعمال تتجاوز حدود المسرح التقليدي، وتخلق تفاعلًا حيًّا بين جميع عناصر العرض، بما فيها الأداء التمثيلي، والإضاءة، والموسيقى، لتشكيل تجربة شاملة للمشاهد.
ومع استعداد الفرقة لتقديم المزيد من العروض، تظل “Soupir” خير مثال على قدرتها لتسليط الضوء على القضايا الإنسانية المهمة بأسلوب فني يعبر عن تعقيدات الحياة ويجسد الروابط بين الأفراد في مواجهة التحديات.
من خلال أعمال مثل “SOUPIR”، تبرهن فرقة BLANC’ART على أن المسرح لا يقتصر فقط على تقديم التسلية، بل هو أداة قوية للتعبير عن التوترات الداخلية والصراعات العاطفية التي نعيشها جميعًا. تتواصل الفرقة مع جمهورها في تقديم مشهد مسرحي يعكس القيم الإنسانية العميقة، بينما تسهم في إثراء المشهد الثقافي المغربي والعالمي على حد سواء.