مشروع جديد بالدار البيضاء لمكافحة التلوث والنفايات العشوائية

مشروع جديد بالدار البيضاء لمكافحة التلوث والنفايات العشوائية

في خطوة تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني، تستعد مدينة الدار البيضاء لإطلاق تجربة مبتكرة تحت مسمى “شرطة النظافة”، وهي آلية ميدانية تهدف إلى مراقبة السلوكات اليومية التي تضر بجمالية الفضاء العام، وتعزيز الوعي البيئي لدى المواطنين، إلى جانب فرض احترام القوانين المنظمة للنظافة وحماية البيئة داخل العاصمة الاقتصادية للمملكة.

ووفق مصادر متطابقة، فإن المشروع، الذي تقوده جماعة الدار البيضاء بشراكة مع السلطات المحلية، لا يزال في مراحله التنظيمية الأخيرة، إذ يرتبط خروجه إلى حيز التنفيذ بالحصول على الضوء الأخضر من سلطات المراقبة الإدارية. ومن المرتقب عقد اجتماع حاسم الشهر المقبل لوضع اللمسات النهائية على الإطار القانوني والتنظيمي، بما يضمن تنزيل المبادرة بشكل منظم وفعال.

وتهدف هذه التجربة إلى تعزيز آليات المراقبة اليومية داخل الأحياء، من خلال فرق ميدانية ستسهر على رصد المخالفات البيئية مثل رمي الأزبال في غير أماكنها، وإلقاء الردم ومخلفات البناء عشوائيا، وتلويث الفضاءات العمومية، مع إمكانية تحرير مخالفات مالية في حق الأشخاص أو المؤسسات التي لا تلتزم بالقوانين الجاري بها العمل.

كما يرتقب أن تعمل “شرطة النظافة” بتنسيق وثيق مع شركات التدبير المفوض وفرق النظافة التابعة للجماعة، من أجل التدخل السريع في الحالات العاجلة، وضمان مراقبة مستمرة لأهم النقاط السوداء التي تعرف تراكم الأزبال أو الممارسات غير القانونية.

وأكد مصدر جماعي أن هذه الخطوة تأتي استجابة لمطالب ملحّة من ساكنة الدار البيضاء، التي ظلت لسنوات تعاني من مشاكل النظافة وتراكم الأزبال في الشوارع والأحياء السكنية، خصوصا في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة. وأضاف أن المبادرة لن تكون مجرد إجراء ردعي، بل ستواكبها حملات تحسيسية وتوعوية لتشجيع الساكنة على الانخراط في جهود الحفاظ على البيئة الحضرية.

من جانب آخر، يرى مراقبون أن نجاح التجربة مرتبط بمدى وضوح الإطار القانوني المنظم لها، وتوفر الموارد البشرية المدربة، إضافة إلى التنسيق المحكم بين مختلف المتدخلين، خاصة أن الأمر يتعلق بمدينة كبيرة ومعقدة من حيث البنية العمرانية والكثافة السكانية.

وتأمل جماعة الدار البيضاء، من خلال هذا المشروع، في إرساء ثقافة جديدة تقوم على احترام الفضاء العام، وتحسين صورة المدينة، لا سيما أنها تعد القلب الاقتصادي للمملكة، وتستقبل يوميا مئات الآلاف من الزوار والعاملين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

راديو بلوس الدارالبيضاء

|

راديو بلوس أكادير​

راديو بلوس الدارالبيضاء​

|

راديو بلوس أكادير​