“عيب عليك يا سي بن كيران”.. رشيد الوالي يرد على تصريحات وصفت المغاربة بـ”الميكروبات” و”الحمير”
"عيب عليك يا سي بن كيران".. رشيد الوالي يرد على تصريحات وصفت المغاربة بـ"الميكروبات" و"الحمير"

علق الممثل المغربي؛ رشيد الوالي، عن التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية؛ عبد الإله بنكيران، والتي وصف من خلالها بعض المغاربة الذين يعتبرون أن القضايا الوطنية أولى من قضايا الشرق الأوسط أو ما يعرفون بـ”أصحاب تازة قبل غزة”، بـ”الميكروبات” و”الحمير”. قائلا “عيب عليك ا سي بنكيران”.
وأضاف الوالي، “أؤمن أن التعبير عن الرأي حق، وأن احترام الرأي الآخر واجب. ولهذا، شعرت بالحزن وأنا أستمع إلى تصريحات السيد عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وهو يصف بعض المغاربة بـ”الميكروبات” و”الحمير”، لمجرد أنهم عبّروا عن رأيهم بأن القضية الوطنية تأتي أولاً بالنسبة لهم، دون أن ينقص هذا من تضامنهم مع القضية الفلسطينية. والذين لم يعترضوا يوما عن دعمهم. والذي ينوب عنهم هو ملكهم في إرسال المساعدات وفتح للمستشفيات. وغيره”.
وتوجه الممثل إلى رئيس الحكومة الأسبق؛ قائلا “سي بن كيران، مع كامل احترامي، حتى الأب، في زمننا هذا، لم يعد يصف ابنه بهذه الأوصاف، فكيف يحق لسياسي أن يخاطب شعباً بأكمله بهذا الأسلوب؟ كيف يمكن لرجل تقلّد مسؤولية رئاسة الحكومة يوماً ما أن يسمح لنفسه بأن ينزلق إلى هذا المستوى من الخطاب؟ حتى لو كانت هناك اختلافات، وحتى لو كنت تختلف معهم في التقدير، وحتى لم كنت على حق … فهناك دائماً كلمات تحفظ الكرامة، وتُبقي للّغة معناها الإنساني”.
ويرى المتحدث أن “الخطاب السياسي يجب أن يكون مبنياً على الرصانة، لا على الانفعال. على الحكمة، لا على الشتائم”، مشددا في تدوينة له على أنه “إن كان العمر أو الضغط قد جعلك تفقد صبرك أمام “الميكروفون”، فربما آن الأوان لتترك المجال لدماء جديدة، لخطاب جديد، أكثر احتراماً، أكثر وعياً، أكثر نضجاً”.
“لا أحد ينكر أن لك محطات قدّرتها فئة من المغاربة، لكنها لن تبقى في الذاكرة إذا غطّى عليها هذا النوع من التصريحات. فالتاريخ لا يرحم، والمغاربة لا ينسون الكلمة الجارحة”، يسترسل المتحدث، مستدركا “سيدي الكريم، نحن في زمن نحتاج فيه إلى لغة تجمع، لا تفرّق. إلى كلمات تبني، لا تهدم. إلى قادة يسمعون أكثر مما يتكلمون. وإن كنت ترى أن السياسة اليوم لم تعد تسعك، فانسحب في صمت، ودع الناس تذكرك بالخير، لا بالإهانة”.
وكان الأمين العام لحزب “المصباح”؛ عبد الإله بنكيران، قد قال خلال مهرجان خطابي للإتحاد الوطني للشغل الذراع النقابي لـ”البيجيدي”، “هادوك أصحاب غزة قبل غزة لقيت لهم اسم جديد وهو “الميكروبات” آه حيث هما “ميكروبات” و”حمير” وحتى الحمير أحسن منهم”.
واعتبر الأمين العام لحزب “المصباح” خلال المهرجان الخطابي المنظم من طرف نقابة الاتحاد الوطني للشغل، اليوم بمناسبة فاتح ماي عيد الشغل، إن المغاربة مع غزة وتازة، والملك محمد السادس وضع القضية الفلسطينية في نفس مرتبة قضية أقاليمنا الجنوبية.
يشار إلى أن الممثل رشيد الوالي، كان قد عاب بقاء بعض الأشخاص على رأس الأحزاب السياسية لسنواتعدة دون خلف، مباشرة بعد إعادة انتخاب بنكيران لقيادة حزب “البيجيدي” لولاية رابعة، حيث قال “لماذا يظل رؤساء الأحزاب، عامًا بعد عام، وعقدًا بعد عقد، هم أنفسهم، بنفس الملامح المتعبة، بنفس الخطاب القديم، وكأن الزمن لم يمر عليهم ولم يأتِ من بعدهم أحد؟”.
ويعتبر الوالي أن السياسة “ليست امتيازًا يُحتكر، بل مسؤولية تتجدد مع كل جيل”، مضيفا في تديونة له “أحلم أن أرى، في بلادي الحبيبة، جيلاً يتقدم المشهد، يتكلم بلهجة عصره، يعبر عن نبضه الحقيقي، لا يردد شعارات ماضٍ لم يعشه”.



