الرباط تستعد لاحتضان قلب كأس إفريقيا للأمم 2025 بأربعة ملاعب وبنية تحتية عالمية

مع اقتراب صافرة انطلاق كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، المرتقبة ما بين 21 دجنبر الجاري و18 يناير 2026، تتهيأ مدينة الرباط لتكون في صلب الحدث القاري، بعدما أُسندت إليها حصة وازنة من مباريات البطولة، في تأكيد جديد لمكانتها كوجهة رياضية إفريقية بارزة.

وباعتبارها إحدى المدن الست المستضيفة لمنافسات “الكان”، تستقبل عاصمة المملكة زوارها بحلة حديثة تمزج بين عمق التاريخ وروح المعاصرة، مقدمة صورة لمدينة تجمع بين الأصالة والتطور العمراني.

وتَعِد الرباط جماهير كرة القدم بتجربة رياضية مميزة، بفضل ملاعبها الجديدة كليًا والمطابقة للمعايير الدولية، إلى جانب بنياتها التحتية الخاصة بالإيواء، وما تزخر به من أحياء عتيقة ومآثر تاريخية تضفي على الزيارة بعدًا ثقافيًا خاصًا.

وفي هذا الإطار، شهدت العاصمة خلال السنوات الأخيرة إطلاق أوراش مهيكلة همّت مختلف المرافق، تسارعت وتيرتها عقب الإعلان عن تنظيم المغرب لكأس إفريقيا للأمم، ما أسهم في إعادة الاعتبار لجمالية المدينة وتحسين جاهزيتها.

وتتوفر الرباط على أربعة ملاعب حديثة، هي ملعب الأمير مولاي عبد الله، والملعب الأولمبي، وملعب البريد، وملعب مولاي الحسن، أنجزت في زمن قياسي وبهندسة متميزة، ما جعلها تقدم بنية رياضية نادرة على الصعيد القاري. كما ستحتضن العاصمة ما لا يقل عن 17 مباراة، من بينها مواجهتا الافتتاح والنهائي، بطاقة استيعابية إجمالية تناهز 130 ألف متفرج.

ولا يقتصر نجاح التظاهرة على الجانب الرياضي، إذ تراهن الرباط على تنظيم لوجستي محكم، خاصة في ما يتعلق بالإقامة، عبر تعبئة شبكة واسعة من الفنادق والمنشآت السياحية، وتعزيز الطاقة الاستيعابية بافتتاح مرافق جديدة.

ويلعب مطار الرباط-سلا، الذي خضع لأشغال تحديث واسعة خلال السنوات الماضية، دورًا أساسيًا في استقبال الوفود والرحلات الدولية، بفضل توسيع فضاءاته وتحسين خدماته، مع تخصيص مسارات خاصة وتدعيم الموارد البشرية لتسهيل حركة المسافرين خلال فترة المنافسات.

وعلى مستوى التنقل، تعززت شبكة النقل العمومي بمحطة سكك حديدية جديدة بحي الرياض، قبالة ملعب الأمير مولاي عبد الله، دخلت الخدمة في توقيت يتماشى مع متطلبات البطولة، إلى جانب تطوير البنية الطرقية وإعادة تنظيم خطوط الحافلات والترامواي لرفع وتيرة الرحلات أيام المباريات.

واكتست الرباط أجواء احتفالية بألوان كأس إفريقيا للأمم، حيث تزينت الشوارع والساحات وخطوط الترام بالهوية البصرية للبطولة، مع إحداث فضاءات مخصصة للجماهير ومناطق ترفيه حضرية، لتحويل المدينة إلى قبلة للعرس الكروي الإفريقي.

وبفضل هذا الاستنفار متعدد القطاعات، تتأهب الرباط لتقديم نسخة نموذجية من كأس إفريقيا للأمم 2025، مؤكدة موقعها كعاصمة للرياضة والثقافة بالمغرب، وممهّدة في الآن ذاته لطموحات المملكة المرتبطة باحتضان كأس العالم 2030.