“أهل لغلام”.. قطب صناعي جديد يعزز فرص الاستثمار والتشغيل بجهة الدار البيضاء سطات

افتتحت مدينة الدار البيضاء، مؤخرا، مشروعا صناعيا واعدا يتمثل في إطلاق المنطقة الصناعية “أهل لغلام”، التي تم تخصيصها للصناعات غير الملوثة، وعلى وجه الخصوص في قطاعي الجلد والنسيج.

ويأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية التنمية الصناعية المستدامة بجهة الدار البيضاء–سطات، التي تراهن على التوفيق بين متطلبات النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة، من خلال دعم استثمارات مسؤولة بيئيا تساهم في خلق الثروة وفرص الشغل دون الإضرار بالمحيط الطبيعي.

ويمتد المشروع على مساحة عشرة هكتارات، وقد جرى تجهيزه وفق تصور متكامل يأخذ بعين الاعتبار الحاجيات المتنوعة للمستثمرين والفاعلين الصناعيين. فقد تم إعداد خمسين وحدة صناعية جاهزة للاستعمال، مع توفير أربعين قطعة أرض صناعية مهيأة ومفتوحة للإيجار، ما يتيح فرصا حقيقية لإقامة مشاريع صناعية بمقاييس مختلفة، سواء تعلق الأمر بالمقاولات الصغرى والمتوسطة أو بالمشاريع الكبرى. وتتنوع مساحات الوحدات الصناعية ما بين 500 و914 مترا مربعا، في حين تتراوح مساحة الأراضي الصناعية ما بين 579 و1021 مترا مربعا، مما يوفر مرونة كبيرة أمام المستثمرين لاختيار ما يناسب طبيعة أنشطتهم.

ولم تقتصر الرؤية المعتمدة على الجانب الصناعي فقط، بل تم الحرص على خلق بيئة عمل متكاملة تضم مرافق أساسية من شأنها أن تسهم في تحسين ظروف العمل والإنتاج. وتشمل هذه المرافق مكاتب إدارية، فضاءات تجارية، مركزا للرعاية الصحية، وكالة بنكية، مركزا لرعاية الأطفال، ومطعما عصريا. ويعكس هذا التنوع في البنية التحتية حرص الجهة المنظمة على جعل المنطقة الصناعية فضاء حيويا، يراعي متطلبات الحياة المهنية والاجتماعية للعاملين والفاعلين الاقتصاديين على حد سواء.

وينتظر من هذه المنطقة أن تساهم بشكل فعال في تحفيز الاقتصاد الجهوي، من خلال استقطاب استثمارات جديدة، وتعزيز دينامية الإنتاج، إلى جانب توفير فرص شغل مباشرة وغير مباشرة لفائدة الشباب، لاسيما في مجالات مرتبطة بصناعات النسيج والجلد التي تشكل إحدى ركائز الاقتصاد الصناعي المغربي. كما يعكس المشروع انخراط الجهة في توجه وطني أوسع نحو التحول الصناعي الأخضر، وترسيخ ممارسات إنتاجية صديقة للبيئة، بما ينسجم مع التزامات المغرب على الصعيدين الدولي والبيئي.

ويعد افتتاح المنطقة الصناعية “أهل لغلام” خطوة عملية نحو تحقيق رؤية صناعية جديدة، تضع في صلب أولوياتها الجودة، الاستدامة، والانفتاح على المستقبل، وتمنح جهة الدار البيضاء–سطات موقعا متقدما ضمن دينامية التنمية الاقتصادية التي تعرفها المملكة.