فرار مثير لمدير الأمن الداخلي الجزائري السابق عبد القادر حداد إلى إسبانيا يربك أجهزة السلطة
فرار مثير لمدير الأمن الداخلي الجزائري السابق عبد القادر حداد إلى إسبانيا يربك أجهزة السلطة

أفادت صحيفة إلكوفيندثيال الإسبانية بأن اللواء الجزائري السابق عبد القادر حداد، الملقب بـ”ناصر الجن”، تمكن من مغادرة بلاده خلسة نحو إسبانيا، رغم خضوعه لمراقبة مشددة من طرف الشرطة العسكرية.
وحسب ما أورده الصحافي الإسباني المتخصص في شؤون المنطقة، إيغناسيو سومبريرو، فإن الجنرال فر ليلتي 18 و19 شتنبر الجاري من الساحل الجزائري على متن قارب سريع، ليصل إلى شواطئ كوستا بلانكا بأليكانتي، على غرار المهاجرين غير النظاميين.
وأضاف المصدر أن حداد برر هروبه بخوفه من “تصفية محتملة” قبل مثوله أمام القضاء، مؤكداً أنه كان يخشى أن يتم تقديم وفاته على أنها انتحار.
وأشار التقرير إلى أن الجنرال يعرف إسبانيا جيداً، حيث يمتلك عقارات هناك، وأنه سبق أن لجأ إلى أليكانتي بين 2015 و2020 هرباً من حملات تطهير قادها رئيس الأركان الراحل أحمد قايد صالح بعد تفكيك جهاز المخابرات القوي المعروف بـ”دي.آر.إس”.
وأوضح المصدر ذاته أن اختيار إسبانيا كمكان لجوء ليس استثناءً، إذ سبق لعدد من المسؤولين الجزائريين أن استقروا هناك، مثل الجنرال خالد نزار الذي عاش في برشلونة قبل عودته للجزائر سنة 2023.
من جانبها، ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية أن العاصمة الجزائرية شهدت في 18 و19 شتنبر انتشاراً أمنياً واسعاً “غير مسبوق منذ العشرية السوداء”، مع إقامة حواجز وتفتيش المركبات وإقلاع مروحيات، في مشهد يشبه مطاردة جنرال هارب.
وأوضحت الصحيفة أن حداد وُضع بعد إقالته في ماي الماضي تحت الإقامة الجبرية بحي دالي إبراهيم، بعدما سُجن سابقاً في البليدة وبشار، لكنه نجح في الإفلات من المراقبة.
ولفتت لوموند إلى أن اختفاء ناصر الجن أحدث “صدمة قوية” داخل هرم السلطة، وأدى إلى اجتماع عاجل للمجلس الأعلى للأمن، وسط شكوك في وجود تواطؤ من داخل الأجهزة.
التقرير الفرنسي أشار كذلك إلى أن هذه الواقعة ليست سوى حلقة جديدة من مسلسل الاضطرابات داخل المؤسسة العسكرية، حيث تعاقب على قيادة أجهزة المخابرات منذ 2019 عدد كبير من المسؤولين، ما يعكس حالة من عدم الاستقرار.
ويرى محللون أن جذور هذه الأزمة تعود إلى تفكيك جهاز الاستخبارات سنة 2015، الذي كان يمثل ركيزة توازن بين الرئاسة والجيش والأمن، الأمر الذي فتح الباب أمام صراعات أجنحة داخل المؤسسة العسكرية، وتنامي نفوذ المال والفساد.



