برنامج الأغذية العالمي: المساعدات إلى غزة “قطرة في بحر” وسط إعلان المجاعة وارتفاع مستويات الجوع عالميا

برنامج الأغذية العالمي: المساعدات إلى غزة "قطرة في بحر" وسط إعلان المجاعة وارتفاع مستويات الجوع عالميا

حذر برنامج الأغذية العالمي، الثلاثاء، من أن كميات المساعدات التي تسمح إسرائيل بإدخالها إلى غزة تبقى محدودة جدا، ولا تلبي سوى جزء ضئيل من حاجيات السكان، وذلك بعد أيام من إعلان الأمم المتحدة المجاعة بشكل رسمي في القطاع.

وأرجعت المنظمة الأممية قرارها إلى ما وصفته بـ”العراقيل الممنهجة” التي تضعها إسرائيل أمام دخول المساعدات، في ظل حرب مستمرة منذ ما يقارب سنتين بين تل أبيب وحركة حماس.

وأوضح كارل سكاو، نائب المديرة التنفيذية للبرنامج، أن الأسبوعين الماضيين سجلا زيادة طفيفة في حجم المساعدات، بمعدل نحو مئة شاحنة يوميا، مضيفا أن هذا العدد “يبقى هزيلا أمام احتياجات 2,1 مليون إنسان”.

وأكد سكاو أن الوضع يستدعي “مستوى مختلفا تماما من الدعم” لتجنب تفاقم المجاعة.

وبحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، الذي يتخذ من روما مقرا، فإن نصف مليون شخص في غزة يواجهون المجاعة، حيث تتجاوز نسبة الأطفال دون الخامسة المصابين بسوء التغذية الحاد 30%، فيما تصل الوفيات الزائدة إلى أكثر من شخصين لكل عشرة آلاف يوميا.

ورسم المسؤول الأممي صورة قاتمة للأوضاع في القطاع، مبرزا أن “مستويات اليأس بلغت حدا خطيرا جعل السكان يقتحمون الشاحنات للحصول على الغذاء”، وهو ما يعيق وصول الدعم إلى الفئات الأكثر هشاشة من النساء والأطفال.

وأشار سكاو إلى أن غزة ليست الأزمة الوحيدة، إذ يواجه العالم حاليا عدة بؤر جوع متزامنة، فيما تقلصت مساهمات المانحين التقليديين بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يهدد استمرارية عمليات البرنامج.

وأضاف أن نحو 320 مليون شخص عبر العالم يعانون انعداما حادا في الأمن الغذائي، أي ثلاثة أضعاف العدد المسجل قبل خمس سنوات.

ولفت المسؤول الأممي إلى الوضع الكارثي في السودان حيث يعيش 25 مليون شخص على وقع أزمة غذائية، بينهم عشرة ملايين “يتضورون جوعا”، مؤكدا أن عشرة مواقع في البلاد تشهد بالفعل حالة مجاعة.

كما أشار إلى أن جنوب السودان بدورها مهددة بتأكيد ثالث لحالة مجاعة، في ظل صعوبات هائلة لإيصال المساعدات التي يتم نقلها جوا عبر المروحيات بسبب غياب الطرق.

وتحدث سكاو عن تقلص الدعم الدولي، خصوصا بعد قرارات الإدارة الأميركية السابقة بتقليص المساعدات الخارجية، محذرا من أن “النزاعات تبقى العامل الأساسي للجوع، إلى جانب تداعيات التغير المناخي والركود الاقتصادي”.

وختم بالقول إن برنامج الأغذية العالمي يعمل على حشد مانحين جدد، من بينهم دول كالهند والبرازيل وإندونيسيا، لتعويض التراجع الحاصل في التمويل.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

راديو بلوس الدارالبيضاء

|

راديو بلوس أكادير​

راديو بلوس الدارالبيضاء​

|

راديو بلوس أكادير​