الحاجة أم الإختراع.. كورونا تحفز المغاربة

أبانت الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فيروس “كورونا” عن حس عال من الإنخراط لدى جميع مكونات النسيج الصناعي المغربي، وكذا المراكز البحثية التابعة للجامعات، وذلك بغرض إيجاد أدوات مبتكرة لمواجهة هذه الجائحة.

ففي 23 مارس 2020، قام الاتحاد العام لمقاولات المغرب، من خلال لجنته “المقاولات الناشئة والتحول الرقمي”، وبشراكة مع جمعية المقاولات الناشئة المغربية (MSEC)، بتعبئة جميع المقاولات الناشئة المغربية لمواكبة ودعم موجة التضامن الوطني لمواجهة جائحة فيروس كورونا، وذلك في إطار مبادرة مواطنة أطلق عليها اسم “SolidariTECH”.

وبحلول 29 من مارس 2020، أطلقت وزارة الصناعة والتجارة والإقتصاد الأخضر والرقمي برنامجا لدعم إستثمارات المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة التي تستثمر في مجال تصنيع المنتجات والمعدات المستعملة في مواجهة جائحة (كوفيد-19).

من جانبه أطلق المركز المغربي للإبداع والمقاولة الإجتماعية، في 30 مارس 2020، حملة #نتعاونوا_باش_نعاونوا، من خلال تخصيص منصة ولوج لجمع التبرعات لفائدة الجمعيات والمقاولات ذات التأثير الاجتماعي القوي، بهدف مساعدة أصحابها على إيجاد وتنفيذ حلول ملموسة لمواجهة الأزمة الصحية التي تسببت فيها جائحة كورونا (كوفيد-19).

وبحلول شهر أبريل الجاري إقترح طلبة المدرسة المغربية لعلوم المهندس ثلاثة إختراعات علمية طبية لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وتتمثل المشاريع الثلاثة في “African Saviour”، و”Digital System Medical Respiratory”، و”Moroccan electronic Perspection (MeP)”.

جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير بدورها، وفي الرابع من أبريل، تساهم في تصميم وإنتاج جهاز للتنفس الإصطناعي محلي الصنع خاص بمرضى فيروس “كورونا” (كوفيد-19)، إلى جانب جهاز لقياس درجة الحرارة.

الجهود لم تتوقف عند هذا الحد حيث عبأت الجامعة الدولية للرباط مصالحها، في 7 من أبريل، لأجل تصميم أقنعة واقية لفائدة الأطر الصحية العاملة في مستشفيات الجهة، وكمامات واقية أكثر إستدامة موجهة لتعويض الكمامات ذات الإستعمال الوحيد، وتصميم قناع للضغط الهوائي الإيجابي، وإجازة روابط قابلة للتكييف مع أقنعة “ديكاتلون” و”إيزيبريث”، وروابط أجهزة التنفس، وإقتراح رابط يمكن من ربط أربعة مصابين بجهاز تنفس واحد.

كما شهد نفس التاريخ دعم شركة “فيفو”، المكلفة بتسويق وتوزيع الوقود والزيوت، لمؤسسة البحث والتطوير والإبتكار في مجال العلوم (FRDISI) للمساعدة في إنتاج جهاز آلي ذكي للإنعاش، خطوة مماثلة قامت بها شركة (SERMP ) من خلال وحدتها الصناعية بالدار البيضاء، بإعادة توجيه أنشطتها، من أجل المساهمة في إنتاج أجهزة تنفس إصطناعية محلية الصنع “إنتاج مغربي مائة بالمائة” موجهة للمصابين بفيروس كورونا.

وفي 8 من الشهر نفسه طور فريق من المكتب الشريف للفوسفاط بالجرف الأصفر منتوجا معقما لليدين ولأدوات العمل من أجل الإستخدام الداخلي، في حين قامت الجامعة الدولية للرباط بدمج حلول تستخدم طائرات صغيرة بدون طيار لتحسيس المواطنين بمرض “كوفيد 19”.

نفس الخطوات إتخذتها العديد من المؤسسات على مدار الشهر الجاري، ففي 9 من أبريل 2020 قامت مؤسسة فوسبوكراع التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط بتزويد المؤسسات الإستشفائية بمدينة العيون، بمعدات للتنفس مصنوعة في المغرب، وذلك في إطار المساهمة في المجهود الوطني الرامي إلى الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.

كما قام متطوعو (Act4COmmunity) فوسبوكراع بتصميم وصنع قطع على شكل (“Y”) موجهة لمستشفيات العيون، حيث تم تسليم 30 قطعة على أن يتم تصنيع 30 أخرى، حيث تمكن هذه القطع المصممة والمطبوعة بإستخدام تقنية الأبعاد الثلاثية، من مضاعفة قدرات أجهزة الإنعاش والرفع من عدد المرضى الذين يمكن إستقبالهم في المستشفيات المحلية.

تاريخ 13 من أبريل شهد هو الآخر صناعة فريق من الباحثين، تابع لجامعة محمد الأول بوجدة، أقنعة واقية تعتمد تقنية ثلاثية الأبعاد، موجهة للأطقم العلاجية المكلفة بالحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد.

جهود لم تتوقف عند المؤسسات المذكورة ففي 14 أبريل 2020 إنخرطت مدينة الإبتكار التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس في تصميم وتصنيع كمامات واقية ثلاثية الأبعاد، موجهة للطاقم الطبي بالمركز الإستشفائي الجامعي الحسن الثاني، دعما لهم في مكافحة وباء “كوفيد 19″، إضافة إلى الشركة الناشئة “إس تي إم لوب”، بمعية باحثين من كلية العلوم والتقنيات بطنجة، والتي قامت بصناعة نموذج جهاز تنفس صناعي لمساعدة الأطباء على علاج المرضى الذين يعانون من فيروس كورونا.

من جانب آخر، وبالتحديد في 15 أبريل 2020، شركة “برايم تك” تقوم بتطوير بوابة للتعقيم الآمن، وهو إبتكار مغربي الصنع مائة بالمائة تم تصميمه لتلبية شروط النظافة اللازمة للقضاء على وباء فيروس كورونا المستجد، في وقت قام فيه ثلاثة طلبة من خريجي كلية العلوم والتقنيات بالحسيمة بإطلاق مبادرة لتحضير مطهرات مضادة لفيروس كورونا المستجد.

تفان وإنخراط لا مشروط عبرت عنه هذه المؤسسات في سبيل تدبير هذه الجائحة، حيث لازالت المجهودات متواصلة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث نظمت المقاولة الناشئة “فراشة سيستم”، عملية تعقيم بواسطة طائرة بدون طيار بجماعة هرهورة (تمارة)، في حين صممت مقاولة (Énergie Création)، التي تنشط بمدينة بنجرير، ممرا للتعقيم بإستخدام مواد محلية خالصة.