تعبئة طاقم متخصص في الدعم النفسي لمواكبة أطفال ورزازات المتضررين من الزلزال

خلف الزلزال الذي عرفته عدة مناطق بالمغرب آثارا نفسية لدى الساكنة المتضررة، لاسيما الأطفال الذين يحتاجون لعناية خاصة في مثل هذه الحالات.

فبإقليم ورزازات، الذي شهد تضرر تسع جماعات جراء الزلزال، تمت أمس الأحد تعبئة طاقم متخصص في الدعم النفسي، يتكون من أطر تابعين للتعاون الوطني وأطباء نفسيين وخبراء وفاعلين جمعويين، من أجل التخفيف من الآثار النفسية والاجتماعية لهذه الكارثة الطبيعية على الضحايا، وخاصة منهم الأطفال.

وفي هذا الصدد، أكدت منسقة خلية حماية الطفولة بالمندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بورزازات، مينة لمريغي، أن “الدعم في مجال الصحة النفسية ضروري من أجل مساعدة الأطفال وأسرهم على مواجهة آثار هذه الكارثة الطبيعية”.

وأوضحت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، عبأت مؤسسة التعاون الوطني أطرها وشركاءها من أجل تقديم خدمات الدعم النفسي والمواكبة الاجتماعية للأطفال والأسر المتضررة، مضيفة أنه تم اتخاذ تدابير خاصة، بالتنسيق مع المتدخلين المعنيين، من أجل رعاية الأيتام والأطفال في وضعية صعبة.

وقالت السيدة لمريغي إن هذه العملية التي انطلقت على صعيد دوار اكرض نوادوز بالجماعة القروية إغرم نوكدال (80 كلم عن ورزازات) تروم، كذلك، التركيز على الوقاية من استغلال الأطفال، خاصة من خلال الاستجابة لاحتياجاتهم النفسية والاجتماعية.

من جهته، اعتبر الأخصائي النفساني، مصطفى سيدي علي، وهو أحد المتخصصين الذين عبأتهم مؤسسة التعاون الوطني في إطار هذه العملية، أنه من الضروري توفير خدمات الصحة النفسية والدعم الاجتماعي التي تتلاءم مع ثقافة السكان، وخاصة الأطفال والأشخاص الذين يسهرون على رعايتهم، وذلك لمساعدتهم على تجاوز آثار الصدمة والضيق النفسي.

وأوضح أن “الزلزال يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالقلق والخوف مع احتمال الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة لدى الأطفال. لذلك، فإن التدخل بشكل موجه وملائم يعد ضروريا لمساعدة الأطفال على مواجهة هذه الآثار النفسية”، مضيفا أن تدخلات الأطباء النفسيين والمتخصصين المنخرطين في هذه المبادرة تتم من خلال جلسات فردية أو جماعية لتحديد الاحتياجات النفسية والاجتماعية للأطفال قصد توفير استجابة فعالة وملائمة لمشاكلهم.

وأشار الأخصائي، كذلك، إلى أن الألعاب والأنشطة الرياضية يمكن أن تلعب دورا أساسيا في التخفيف من معاناة الأطفال الذين لازالوا تحت وقع الصدمة ومنحهم الراحة النفسية.

وفي السياق ذاته، أوضح عبد الرزاق مفيد، وهو عضو في جمعية محلية تنشط في مجال حماية الطفولة، كيف تخفف الألعاب من معاناة الأطفال الذين عاشوا أحداثا صادمة.

وأكد هذا الفاعل الجمعوي الشاب، الذي عبأ حوالي عشرة متطوعين وجمعيات محلية لجمع وتوزيع مئات الألعاب على الأطفال المتضررين من الزلزال “لاحظنا في الميدان أن العديد من الفتيات والفتيان، الذين أصيبوا بصدمات نفسية جراء الزلزال، وجدوا راحتهم في اللعب بالدمى والسيارات وغيرها من الألعاب التي تساعدهم على النوم والاستمتاع والتقليل من مخاوفهم”.

ومع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى