مغاربة يتضامنون مع الفنانة فاطمة تابعمرانت بعدما هاجمها ” شيخ من شيوخ اليوتيوب”

ساندت جمعيات أمازيغية عديدة الفنانة المغربية فاطمة تباعمرانت خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما خرجت وجوه سلفية للانتقاص مما قدمته للأغنية والثقافة الأمازيغية بـ”ألفاظ جارحة تمس كرامتها”، وفق ما ورد في بيان للهيئات المذكورة.

إستغربت جمعيات وفعاليات أمازيغية ما تتعرض له غيقونة الفن الأمازيغي بالقول “الهجوم السافر على أيقونة الفن الأمازيغي الموسيقية والشاعرة فاطمة تاباعمرانت في مقطع فيديو متداول على نطاق واسع؛ فيديو تجرأ على ذاكرة الموسيقى الأمازيغية وضمنا على الثقافة الأمازيغية في المغرب”.

فاطمة تبعمرات تعد رمزا من رموز الفن الأمازيغي حيت بدأت مشوارها منذ ثمانينيات القرن الماضي، وغنت حول مواضيع عديدة في مقدمتها الهوية والحياة والمرأة والحب، (تعرضت) لهجوم حاد من وجوه سلفية تبث مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.

ورفض المصدر ذاته “أحكاما قيمية أخلاقية تستقي رؤيتها من صوت يضيق بالفن وبمختلف مظاهر الحياة والفرح الإنسانيين، ومختلف حوامل الذاكرة المغربية في اختلافها وتنوعها، متجاوزا الموضوعية اللازمة والمسؤولية في حرية التعبير عن الرأي، ومشدودا إلى التجريح الأخلاقي”.

وأوضحت الجمعيات ذاتها أن “فاطمة تاباعمرانت استطاعت لعقود أن تجترح للفن الأمازيغي آفاقا رحبة، واستطاع صوتها أن يظفر بصدى خصيب في مختلف مدن وقرى المغرب؛ فنانة تغنت بالجمال والحياة والحرية والأمل والهوية، وانتصرت للقيم الكونية النبيلة”.

وأكد المصدر ذاته أنها “رؤية سلفية تحاول أن تحد من العنفوان الهادر للثقافة الأمازيغية، متوسلة بذلك قولا مبتذلا يتفيأ ظلال الجزم باستحالة إمكان أبدع مما كان، ويكرع مختلف تعبيرات الإساءة الشديدة رسوخا في دركات اللامعنى”.

واعتبرت الهيئات ذاتها أن “الانشغال الكبير بهذا الخطاب من قبل المجتمع ناتج عن أعطاب عديدة، وتنشئة ثقافية تحتاج إلى تفكيك دائم”، مؤكدة أن “بعض السواد لا ينبغي أن ينسي إشراق الإسهامات التي تسدي خدمات جليلة للثقافة المغربية، من أنطولوجيات للروايس والعيطة وأعمال علمية وأكاديمية حول التاريخ والثقافة المغربية والأمازيغية”.

أحمد بوزيد، الباحث في الثقافة والموسيقى الأمازيغية، سجل أن “الهجوم عبر الوسائط الرقمية المعاصرة من قبل الشيوخ الرقميين على الثقافة الأمازيغية بوجه عام، وعلى الموسيقية الأمازيغية فاطمة تابعمرانت بوجه خاص، لا ينفصل عن الرؤية إلى العالم التي يتغذى من هوامشها هذا القول الرقمي، التي تعي في العمق الأدوار المركزية للفنون في إشاعة قيم الاختلاف والعيش المشترك”.

وأضاف بوزيد، في تصريح لهسبريس، أنها “شهادة على قدرة الفن على بناء الإنسان وعلى الإقامة في مساحات شتى في المعيش الاجتماعي بما يسهم في بناء الإنساني وتعزيز تفكيره النقدي، الإنسان بوصفه ثروة بناء الوطن”.

وأوضح المتحدث أن “هذا العنف الرمزي الذي يطال التعبيرات الفنية ومنتجيها مرتبط بسياق التسعينيات وما بعدها، وهو سياق عودة الفكر الأصولي وعودة الهويات القاتلة إلى الفضاء المغاربي”، وزاد: “قديما كان موجها للمفكرين والكتاب والمنشغلين بالنقد والسؤال ونسقية المعرفة، وفي الحاضر أصبح موجها للفنون وعنفوانها”.

واستعاد بوزيد، في السياق ذاته، ما لحق المغني الجزائري معتوب لوناس والشاب حسني، وما تعرض له الشاب خالد لعقود من الزمن، مضيفا أن الأمر لا يتعلق بفاطمة تاباعمرانت لوحدها، ولكنه يعني هويتها وما ارتضت به الحضور في الزمن المعاصر، مردفا: “المقصود هو الفن، الفن الذي كتب عنه الشاعر الكوني محمود درويش مخاطبا الموت ‘هزمتك يا موت الفنون جميعها’. الفن ضد ثقافة الموت والاغتراب”.
فاطمة تبعمرانت هي فنانة وشاعرة ومناضلة أمازيغية، تتميز بكلماتها التي لا تبتعد كثيرا عن المجال الاجتماعي والثقافي للإنسان الأمازيغي، وهي نجمة الموسيقى الأمازيغية، تلقب بصاحبة الرباب الفضي وأيقونة الفن الأمازيغي الملتزم.
يذكر أن فاطمة تابعمرانت تعيش حدادا على فراق إبنتها التي وافتها المنية في 19 من الشهر الماضي، بعد صراع طويل مع المرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى