المغرب يفتتح بأكادير أول مصنع إفريقي لإنتاج الذباب العقيم لمكافحة الآفات الزراعية

افتتح المغرب بمدينة أكادير، أول مصنع من نوعه على الصعيدين الوطني والإفريقي لإنتاج الذباب العقيم، في خطوة استراتيجية غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي وحماية الفلاحة الوطنية من الآفات الزراعية التي تهدد المحاصيل، خاصة في قطاع الحمضيات.

ويعتمد هذا المشروع المبتكر على تقنية المكافحة البيولوجية المعروفة بـ”التقنية العقيمة للحشرات” (SIT)، والتي تقوم على إنتاج ذكور ذباب خالية من القدرة على التكاثر، ليتم إطلاقها في البيئة الزراعية بغرض تقليص أعداد الحشرات الضارة بطريقة طبيعية ومستدامة.

وبحسب معطيات وزارة الفلاحة، من المرتقب أن تبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع الجديد نحو 130 مليون ذبابة عقيمة أسبوعيا، وهو ما سيمكن من حماية حوالي 180 ألف هكتار من بساتين الحمضيات بجهة سوس-ماسة، التي تمثل أحد أبرز الأقطاب الفلاحية بالمغرب والمصدرة للمنتجات الزراعية نحو الأسواق الأوروبية والعالمية.

ويراهن المسؤولون على أن يسهم هذا الإنجاز في تقليص الاعتماد على المبيدات الكيميائية المكلفة والملوثة للبيئة، وتعزيز التوازن الإيكولوجي، فضلا عن دعم التنافسية والجودة العالية للمنتوجات المغربية، خصوصا الحمضيات، التي تشكل أحد أعمدة الصادرات الفلاحية للمملكة.

وفي كلمة خلال حفل الافتتاح، أكد ممثل وزارة الفلاحة أن هذا المشروع يدخل في إطار التوجه الوطني نحو الفلاحة المستدامة، انسجاما مع أهداف استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، الرامية إلى تحديث وسائل الإنتاج وتبني حلول مبتكرة صديقة للبيئة.

كما شدد المتحدثون على أن إنشاء المصنع بأكادير يعكس ريادة المغرب على المستوى الإفريقي في مجال البحث العلمي والتقنيات الحيوية الموجهة للفلاحة، حيث من المنتظر أن يتحول إلى مركز إقليمي للتكوين ونقل الخبرة لفائدة بلدان القارة الساعية إلى اعتماد نفس الأساليب البيولوجية في حماية محاصيلها الزراعية.

ويعد هذا المشروع ثمرة تعاون بين مؤسسات وطنية وشركاء دوليين، من بينهم منظمات متخصصة في السلامة الغذائية والزراعة المستدامة، بما يعزز تموقع المغرب كفاعل أساسي في مجال الأمن الغذائي العالمي والتكيف مع التحديات البيئية والمناخية.