رأي.. غياب خطة بالقارة الإفريقية لمواجهة “كورونا”، خرافات أم حقيقة!
بقلم وصال مرساوي
نسلط الضوء على الوضع العالمي في ظل جائحة وباء كوفيد-19 من خلال التركيز على المنظمات الدولية التي تتمثل مهمتها في إخراج العالم من حالة الطبيعة (السلطة للقوي) عن طريق تفعيل الحوكمة العالمية وخلق التضامن بين الدول، ومن بينهم منظمة الصحة العالمية التي لها أهمية حاسمة في الوضع الصحي الحالي.
مع العولمة، أصبحت الصحة موضوعا للسياسة الخارجية والحوكمة العالمية التي تستخدمها القوى لكسب النفوذ والهيبة والسلطة، و إن علم أمراض العولمة هذا يشكك في المجتمعات الرأسمالية المتقدمة، ويدعو إلى إعادة التفكير في أسلوب إدارة الصحة على نطاق عالمي.
الصحة وفقا لمنظمة الصحة العالمية هي “حالة من الرفاه البدني والعقلي والاجتماعي الكامل ولا تتكون فقط في حالة عدم وجود مرض أو عجز”، وبالتالي، فإن كل بلد يستفيد من صحة جيدة وعلى العكس من ذلك، ففي حالة حدوث وباء يعاني كل بلد منه أو قد يعاني منه. و بهذا فتتطلب المنافع العامة الدولية حوكمة عالمية كما نرى مع التمويل والمناخ …، فيجب أن يطبق في القطاع الصحي مع منظمة الصحة العالمية التي تم إنشاؤها في عام 1948 والتي تهدف إلى جعل جميع شعوب الدول الأعضاء والشركاء في أفضل مستوى صحي ممكن.
لكن حتى هذا الوقت تعاني منظمة الصحة العالمية من غياب خطة استراتيجية وإدارية تتفاعل من خلالها وتواجه الوباء الحالي، وهذا يترجم بشكل مثالي على مستوى القارة الأفريقية حيث نرى نقصا للأقنعة والإختبارات وأسرة الإنعاش، مما يدفعنا إلى تصور أسوأ السيناريوهات، خاصة في الدول الهشة بالبحر الأبيض المتوسط التي تعاني من أزمات أمنية.
في هذا الصدد، يمكن لمنظمة الصحة العالمية متلا تشكيل لجنة متعددة التخصصات على المدى المتوسط تجمع بين الأطباء وعلماء الاجتماع ومهندسي الصحة … والتي يمكن أن تكون دائمة كأداة جديدة من شأنها أن تبث نفسا جديدا في الحوكمة الصحية العالمية، لكن مؤخرا طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حكام الدول الأعضاء شراء المعدات اللازمة بأنفسهم. ما يمثل نقصًا في التنسيق في مواجهة حالة الطوارئ العالمية، عندما اعتقدت الدول أن هذه المنظمة قادرة على مواجهة وباء محتمل، إلا أنها اكتفت بتقديم مجموعة من النصائح والتقارير و لعب دور المخبر وليس الفاعل ما يدفعنا للتساؤل ما إذا تطبق حقا ما أسست لأجله وإشكالية استقلاليتها التامة.