كورونا تضع الشعوب بين مطرقة الذعر وسندان العزلة
يرى المؤلف وأستاذ الفلسفة السياسية الإيطالي ماسيمو دي كاروليس أن إجراءات الحظر والتباعد الاجتماعي مثيرة للقلق، “فهي تحل الرابطة الإجتماعية وتفرض نظاما من العزلة وسيطرة الشرطة على جميع السكان، وهو تذكير بالتجارب الأكثر ظلمة لماضينا السياسي الحديث”.
ويتابع دي كاروليس أن النقطة الحاسمة هي تبيين ما إذا كانت الإجراءات مؤقتة أم أننا نشهد بدلاً من ذلك اختبارًا عامًا لما يمكن أن يصبح حال الحياة العادية في مجتمعات المستقبل القريب.
ويبرر الأكاديمي الإيطالي شكوكه “بحقيقة أن تدمير الروابط الاجتماعية والسيطرة باسم “الصحة العامة” لم يأتيا بالتأكيد مع الفيروس المستجد، فلقرن على الأقل، تميل الآليات الاجتماعية الحديثة إلى إنشاء مجتمع قائم على العزلة، حيث يُنظر إلى عفوية الحياة الاجتماعية على أنها عقبة أو حتى تهديد لاستقرار النظام”.
وبينما كان نظام الإنتاج في الماضي لا يعمل دون تقارب الناس واختلاطهم وعمل الأصوات والأيدي معا، لكن اليوم يمكن الفصل بين الناس وعزلهم بسبب التكنولوجيا، مؤكدا في الوقت نفسه أن التغيرات الاجتماعية ليست نتاج مؤامرة ما وإنما محصلة لعوامل وقوى مختلفة.