انبوب الغاز نيجيريا – المغرب.. انطلاق أشغال المشروع في بداية 2024
أكد وزير الدولة للموارد النفطية في نيجيريا، إكبيريكبي إيكبو، أن بداية أشغال البنى التحتية في مشروع خط الغاز الطبيعي نيجيريا – المغرب، ستنطلق سنة 2024، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق مع مجموعة من الدول التي سيمر المشروع من أراضيها قبل الوصول إلى المملكة، وذلك تزامنا مع إعلان وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة المغربية، ليلى بنعلي، أن الخط سيُستعمل مستقبلا لنقل الهيدروجين الأخضر أيضا صوب أوروبا.
واستقبل الوزير النيجيري، يوم أمس الاثنين، وفدا من السفراء المغاربة، من بينهم سفير المملكة في أبوجا موحا أوعلي تاغما، للوقوف على تفاصيل مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي وتطوير مصنع للأسمدة في نيجيريا، والذي يشرف عليه المكتب الشريف للفوسفاط، مبرزا أن المذكرات التي جرى توقيعها إلى حدود يونيو الماضي أدت إلى إحداث تقدم في المشروع.
وأشار إيكبو إلى الاتفاقيات التي توقعها مجموعة من المؤسسات الحكومية في الدول المستفيدة من المشروع، مع طرفيه الرئيسيين المغرب ونيجيريا، ممثلان في المكتب الوطني للهيدروكاربونات والمعادن، وشركة النفط الوطنية النيجيرية، بما يسمح بمرور الخط عبر البنين والتوغو وغانا والكوت ديفوار وليبيريا، ثم من سيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.
وقال المسؤول الحكومي النيجيري إن بلاده مهتمة بالمشروع ومستعدة لتنفيذه، موردا أنه يتوقع الشروع في الأشغال ابتداء من سنة 2024 مع وجود بعض المراجعات التقنية على مستوى حجم وعمق القنوات، وأورد “في الوقت الحالي، يتحدث العالم عن التغير المناخي، والغاز الطبيعي هو السبيل الأكيد لتسجيل انبعاثات منخفضة الكربون، لذلك يجب علينا أن نكون جادين بشأن استخدام الغاز لتحقيق الرخاء”.
وتزامنا مع ذلك، قالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، من خلال مقال نُشر على منصة “الطاقة” المتخصصة تحت عنوان “المغرب نحو مستقبل مستدام.. إستراتيجيات التنمية وتحول الطاقة في وجه التحديات العالمية”، إن نقل الغاز الطبيعي عبر خط نيجيريا – المغرب، ليس إلا مرحلة أولى ستتبعها مرحلة أخرى تهم نقل الهيدروجين الأخضر.
وأوردت الوزيرة المغربية “نحن نؤمن بالنهج الثابت والمتسق والمتكامل والمتطور، على سبيل المثال، فنحن نعتبر الغاز الطبيعي وقودًا انتقاليًا، لديه دور مهم يجب أن يلعبه كجزء من نظامنا المستقبلي والتنافسي للطاقة منخفضة الكربون والتكلفة”.
وأوضحت بنعلي “نعتزم تعزيز البنية التحتية للغاز، بمحطات إعادة تكثيف وأنابيب لنقل الغاز، ولاحقا لنقل الهيدروجين الأخضر، هذه المرحلة هي أيضًا المرحلة الأولى من خط الأنابيب الغازي المهم جدًا بين نيجيريا والمغرب، الذي سيعزّز بدوره اندماجنا الجهوي بعد أن تمكنا من وصل المغرب بأوروبا، كهربائيًا وغازيًا، وفي الاتجاهين”.
وفي 6 نونبر الجاري، جدد جلالة الملك محمد السادس التأكيد على اهتمامه الشخصي بهذا المشروع، باعتباره مشروعا سيعود بالنفع على القارة الإفريقية، وقال في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء “إن المغرب، کبلد مستقر وذي مصداقية، يعرف جيدا الرهانات والتحديات التي تواجه الدول الإفريقية عموما، والأطلسية على وجه الخصوص، وتابع “فالواجهة الأطلسية الإفريقية تعاني من خصاص ملموس في البنيات التحتية والاستثمارات، رغم مستوى مؤهلاتها البشرية ووفرة مواردها الطبيعية”.
وأضاف جلالة الملك “من هذا المنطلق، نعمل مع أشقائنا في إفريقيا، ومع كل شركائنا، على إيجاد إجابات عملية وناجعة لها، في إطار التعاون الدولي، وفي هذا الإطار، یندرج المشروع الاستراتيجي لأنبوب الغاز المغرب – نيجيريا، وهو مشروع للاندماج الجهوي، والإقلاع الاقتصادي المشترك، وتشجيع دينامية التنمية على الشريط الأطلسي، إضافة إلى أنه سيشكل مصدرا مضمونا لتزويد الدول الأوروبية بالطاقة”.