المعهد الوطني للبحث الزراعي يقدم الأصناف الجديدة للحبوب المقاومة للجفاف
زار وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي ، أمس الخميس ، محطة البحث بجماعة مرشوش (إقليم الخميسات) في إطار يوم تواصلي خصص لعرض الأصناف الجديدة من الحبوب المقاومة للجفاف.
ومكن هذا اللقاء الذي نظمه المعهد الوطني للبحث الزراعي بتعاون مع المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة، من الاطلاع على الأصناف التي تم تطويرها مؤخرا والتي يمكنها تحمل ظاهرة الجفاف وأهم محاور برنامج تكثيف البذور.
وخلال هذا اليوم التواصلي الذي استهدف الفلاحين وكافة الشركاء المؤسساتيين والمهنيين، قدم المعهد الوطني للبحث الزراعي التطور الوراثي لمدخلاته الجديدة، مما مكن مختلف المتدخلين من الاستفسار عن جودتها الزراعية والفيزيولوجية والتكنولوجية، في أفق زيادة معدل استخدامها واستعمالها من طرف الفلاحين المغاربة. ويتمتع الصنف الجديد من القمح الصلب “جواهر” المسجل عام 2023، بإمكانية مردود واعد للحبوب تسمح بزيادة في الإنتاج تقارب نسبة 30 في المائة مقارنة بالأصناف التقليدية.
وبدوره، يشكل صنف الشعير “شفاء” المسجل سنة 2016، أول صنف من الشعير خال من القشرة في القارة الإفريقية ، حيث يحتوي على نسبة (بيتا غلوكان) بنسبة 8 في المائة بالإضافة إلى ألياف تقلل نسبة الكولسترول والسكري وتحمي من النوبات القلبية. ومكنت زيارة المنصات المعروضة، من جهة أخرى ، من الاطلاع على برنامجي البذر المباشر، وتكثيف استعمال البذور في الأصناف الجديدة في مختلف مراحلها.
وعلى هامش هذه الزيارة، أكد السيد صديقي في تصريح للصحافة أن الوزارة تسهر على تحسين مردودية الفلاحة المغربية من خلال النهوض بالبحوث العلمية، عبر تطوير مردود أكثر إنتاجية ومرونة يتكيف مع التحديات المعاصرة مثل تغير المناخ والنمو الديمغرافي. وفي هذا الصدد، أشاد الصديقي بالعمل الذي يقوم به المعهد الوطني للبحث الزراعي والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة في مجال ابتكار التقنيات الفلاحية والبحث العلمي خدمة للتجارب ذات الصلة في المغرب، مستعرضا أهم مضامين استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” الجاري تنفيذها في كل جهة بالمملكة من خلال إطلاق مشاريع وبرامج مندمجة تشمل كافة سلاسل الفلاحة.
وفي تصريح مماثل، رحب مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي فوزي البكاوي بالتقدم المحرز من قبل المعهد بهدف تحقيق إنتاج مغربي من بذور الحبوب بنسبة مائة في المائة في أفق 2030 لتحقيق السيادة الغذائية، في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030”. وأشار السيد البكاوي إلى المردود المشرف للغاية لبعض الأصناف المتكيفة مع الإجهاد المائي الذي عرفه المغرب في الموسم الفلاحي الجاري.
من جانبه، أبرز مدير المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة مايكل باوم الجهود التي تبذلها الوزارة وجميع المتدخلين لتكييف الفلاحة المغربية مع مشكل الإجهاد المائي، مشيرا إلى أن نتائج الأبحاث التي حققها المركز منذ حلوله بالمغرب عام 2013 تشكل ثمرة مجهود مشترك، بالاعتماد على الخبرة الجماعية والموارد والمرافق المتوفرة من قبل الشركاء والوزارة الوصية والمعهد الوطني للبحث الزراعي. يذكر أن المعهد الوطني للبحث الزراعي يتوفر على “منصات عرض لمنتجاته الجديدة” بستة محطات فلاحية تجريبية تمثل الأحواض الرئيسية للإنتاج الفلاحي بالمملكة.
ومع