مراكش.. “الفن والتنمية” محور ندوة وطنية
شكل موضوع “الفن والتنمية” محور ندوة وطنية، نظمت، اليوم السبت، بمراكش، بمشاركة فنانين ومبدعين ومنتجين وباحثين في المجال الفني والثقافي.
وسلط المشاركون في هذه الندوة، التي نظمتها جمعية (المبادرة – الوطن أولا ودائما)، على الخصوص، الضوء على الأدوار التي يضطلع بها المجال الفني ومساهمته في ترسيخ الهوية الوطنية وتأطير المجتمع، وكذا في الترافع عن القضية الوطنية.
وشدد المشاركون في اللقاء على ضرورة تشجيع الفنانين والاهتمام بأوضاعهم الاجتماعية، على اعتبار أن الفن يعد وسيلة لحفظ الهوية وترسيخ القيم، وكذا على أهمية تضافر الجهود وتعبئة الوسائل من قبل كافة الأطراف المعنية بهذا المجال، لسد الثغرات والنواقص التي ما يزال يعاني منها القطاع الفني.
كما اقترحوا إعداد استراتيجية وطنية فنية، وخلق مجلس وطني للفن، وإنشاء أكاديميات جهوية فنية، إلى جانب تشجيع الاستثمار في المرافق الفنية، ودعم فن القرب، مع إدماج شعبة الفن والثقافة في المدارس والجامعات، علاوة على الانفتاح أكثر على المحيط الاجتماعي.
وقال رئيس جمعية (المبادرة – الوطن أولا ودائما)، عزيز الرباح، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الفن هو قطاع متكامل ومدخله هو الفنان، من حيث التكوين والتحفيز والحماية الاجتماعية”.
واعتبر أن “الاستثمار في المجال الفني هو استثمار عمومي، يتجلى في المرافق الفنية وتشجيع الإنتاج، ولكنه أيضا استثمار خاص يتعين تشجيعه “، مشيرا إلى دور الفن في ترسيخ الهوية الوطنية وتأطير وتماسك المجتمع، والدفاع عن القضايا الوطنية، و”هذا أمر مهم في بناء الشخصية المغربية، خصوصا لدى الأجيال القادمة”.
من جهته، أكد الملحن أحمد العلوي، في تصريح مماثل، ضرورة تعزيز القوانين المنظمة للمجال الفني، الذي يعد إطارا أساسيا في تحقيق التنمية بالبلاد، مبرزا أهمية المواضيع المطروحة للنقاش خلال الندوة، بالنظر إلى المكانة الأساسية التي يحظى بها الحقل الفني والثقافي.
من جانبه، أبرز رئيس اتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة، عبد الإله الجوهري، أهمية تنظيم هذه الندوة الوطنية “في هذا الوقت، الذي بدأ فيه الوعي بإعطاء الأهمية لكل ما هو ثقافي وفني، وأصبح المغرب في الواجهة الثقافية”، مستدلا بما حققته السينما المغربية من جوائز، والتي كانت آخرها في مهرجان كان السينمائي العالمي.
وأضاف، في تصريح مماثل، أن هذه الندوة تناقش عددا من المحاور التي تهم الفن، و”كيف ييمكن أن يساهم الفن والفنانون في التنمية على الأصعدة الوطنية والجهوية والمحلية”، مشيرا إلى أن العديد من المداخلات تصب في اتجاه ضرورة الاهتمام بالجانب الفني في الثقافة المغربية العريقة.
وناقشت الندوة عددا من المحاور، من بينها “البرامج العمومية لدعم الانتاج الفني”، و “وضعية الفنان : التكوين والتحفيز والحماية الاجتماعية”، و “برامج تشجيع الاستثمار الخاص في القطاع الفني”، و “الفن وترسيخ الهوية الوطنية والقيم المجتمعية”، و”الفن والترافع عن القضايا الوطنية”، بالإضافة إلى “الفن والتسويق والترويج”.