العالم يحتفي بـ “اللغة العربية”
تعد اللغة العربية إحدى اللغات الأكثر تداولا وإستخداما في العالم ، فقد كانت وما زالت تلعب دورا هاما في إنتاج المعارف ونشرها في مختلف المجالات ، فضلا عن تعزيز التبادل الثقافي والعلمي بين الدول.
ولا يمكن إعتبار اللغة العربية التي يحتفل بيومها العالمي في 18 دجنبر من كل سنة، مجرد أداة للتواصل فحسب، بل هي لغة تحمل إرثا ثقافيا وفكريا ساهم في تطور الحضارات وفي إقامة حوار بين الثقافات ، تحمل في طياتها أصوات أدباء وشعراء وفلاسفة وعلماء سخروا قوتها ورونقها لخدمة الإنسانية.
وفي هذا الإطار، إعتبرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو) ، أن اللغة العربية أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصحى والعامية، ومختلف فنونها النثرية والشعرية، أعمالا رائعة تأسر القلوب في مجالات متنوعة كالهندسة والشعر والفلسفة، وغيرها من العلوم والمعارف.
وقد إختارت (اليونسكو) الإحتفال هذه السنة باليوم العالمي للغة العربية تحت شعار “الذكاء الإصطناعي واللغة العربية”، لمناقشة مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع اللهجات العربية المتعددة والمتباينة في البلد الواحد وفي بلدان مختلفة، وكيف يمكنه تجاوز صعوبات تعدد اللفظ الواحد في اللهجات المتنوعة.
وستنظم خلال هذا اليوم موائد مستديرة، يشارك فيها خبراء وأكاديميون وفنانون وممثلون عن مؤسسات متخصصة، سيناقشون دور الذكاء الإصطناعي في صون اللغة العربية وتعزيزها، كما سيتطرقون لمواضيع تتعلق بحوسبة اللغة العربية ورهان المستقبل المعرفي.
وحول محور الاحتفالية لهذا العام، أوضحت المديرة العامة (لليونسكو) ، السيدة أودري أزولاي في رسالة بهذه المناسبة أنه “إذا كان الذكاء الاصطناعي ينطوي على عدد من المخاطر المحدقة بتعدد اللغات، فهو يحمل أيضا في طياته العديد من الفرص.
فمن شأنه أن ييسر الحوار بين الشعوب والثقافات من خلال تطوير وسائل الترجمة الآنية. ومن شأنه أيضا أن ييسر تعلم لغات عدة وأن يشجع بذلك على ازدهار اللغة العربية، من خلال تجويد التعليم”.
وعلى غرار دول العالم، يحتفل المغرب باليوم العالمي للغة العربية من خلال مجموعة من الفعاليات التي تستحضر خصوصية هذه اللغة ومكانتها على مدى التاريخ، فهي حلقة وصل بين الثقافات، ووسيلة حقيقية للتواصل ولإثراء المعارف والأفكار والتصورات.
ويتيح الإحتفال باللغة العربية من خلال مختلف الأنشطة التي تنظم بهذه المناسبة، إبراز ما قدمه كتاب وعلماء وفنانون مغاربة من إسهامات وأعمال متميزة عبرت عن قوتها وتميزها باللغة العربية.
يذكر أنه وقع الاختيار على يوم 18 دجنبر بالتحديد يوما عالميا للغة العربية، لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارها بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة.